(صالِحاً) غلاما سويّا ، أو بشرا سويّا ، لأن إبليس أوهمها أنه بهيمة.
(جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) كان اسم إبليس في السماء الحارث فلما ولدت حواء ، قال : سميه عبد الحارث فسمّته عبد الله فمات فلما ولدت ثانيا قال لها ذلك فأبت ، فلما حملت ثالثا قال لها ولآدم عليه الصلاة والسّلام أتظنان أن الله تعالى يترك عبده عندكما لا والله ليذهبن به كما ذهب بالأخوين ، فسمياه بذلك فعاش فكان إشراكهما في الاسم دون العبادة ، أو جعل ابن آدم وزوجته لله شركاء من الأصنام فيما آتاهما ، قاله الحسن.
(أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ (١٩٥))
(أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها) في مصالحهم. (أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها) في الدفاع عنكم. (أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها) منافعكم ومضاركم.
(آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها) دعاءكم. فكيف تعبدون من أنتم أفضل منه وأقدر؟
(خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (١٩٩))
(الْعَفْوَ) من أخلاق الناس وأعمالهم ، أو من أموال المسلمين ، ثم نسخ بالزكاة ، أو العفو عن المشركين ثم نسخ بالجهاد.
(بِالْعُرْفِ) بالمعروف ، أو لما نزلت قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «يا جبريل ما هذا؟» قال : لا أدري حتى أسأل العالم ، ثم عاد فقال : يا محمد إن الله تعالى يأمرك أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك.
(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٠٠))
(نَزْغٌ) انزعاج ، أو غضب ، أو فتنة ، أو إغواء ، أو عجلة. (فَاسْتَعِذْ) فاستجر.
(سَمِيعٌ) لجهل الجاهل. (عَلِيمٌ) بما يزيل النزغ.
(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (٢٠١))
«طيف» و (طائِفٌ) واحد وهو لمم كالخيال يلم بالإنسان ، أو وسوسة ، أو غضب ، أو نزغ ، أو الطيف : الجنون ، والطائف : الغضب ، أو الطيف اللمم ، والطائف كل شيء طاف بالإنسان.
(تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) علموا فانتهوا ، أو اعتبروا فاهتدوا.
(وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٢٠٣))