(يُغْنِيكُمُ اللهُ) تعالى بالمطر في النبات ، أو بالجزية المأخوذة منهم ، أو عام في كل ما يغني.
(قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ (٢٩))
(الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) دخل فيه أهل الكتاب وإن آمنوا باليوم الآخر إذ لا يعتد بإيمانهم فصار كالمعدوم ، أو ذمهم ذم من لا يؤمن به.
(وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللهُ) بنسخه من شرائعهم ، أو ما حرمه وأحله لهم.
(دِينَ الْحَقِّ) الإسلام عند الجمهور ، أو العمل بما في التوراة من اتباع الرسول صلىاللهعليهوسلم والحق هنا هو الله.
(مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا) من أبناء الذين أوتوا ، أو الذي أوتوه بين أظهرهم.
(يُعْطُوا الْجِزْيَةَ) يضمنوها ، أو يدفعوها ، والجزية مجملة ، أو عامة تجري على العموم إلا ما خصه الدليل.
(عَنْ يَدٍ) غنى وقدرة ، أو لا يقابلها جزاء ، أو لنا عليهم يد نأخذها لما فيه من حقن دمائهم ، أو يؤدونها بأيديهم دون رسلهم كما يفعل المتكبرون.
(صاغِرُونَ) قياما وآخذها جالس ، أو يمشوا بها كارهين ، أو أذلاء مقهورين ، أو دفعها هو الصغار ، أو إجراء أحكام الإسلام عليهم.
(وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (٣٠))
(وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) لمّا حرق بختنصر التوراة ولم يبق بأيديهم شيء منها ولم يكونوا يحفظونها ساءهم ذلك وسألوا الله ردها فقذفها في قلب عزير فقرأها عليهم فعرفوا ، فلذلك قالوا : إنه ابن الله. وكان ذلك قول جميعهم ، أو قول طائفة من سلفهم ، أو من معاصري الرسول صلىاللهعليهوسلم ، فنحاص وحده ، أو جماعة سلام بن مشكم ، ونعمان بن أوفى ، وشاس بن قيس ، ومالك بن الصيف ، وأضيف إلى جميعهم لمّا لم ينكروه.
(وَقالَتِ النَّصارى) بأجمعهم. (الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) لأنه ولد من غير أب ، أو لأنه أحيا الموتى ، وأبرأ من الأسقام.
(بِأَفْواهِهِمْ) لما لم يكن عليه دليل قيده بأفواهم لا يتجاوزها.
(يُضاهِؤُنَ) يشابهون ، والتي لم تحض ضهياء لشبهها بالرجل. يضاهون بقولهم عبدة