(بِالْمَعْرُوفِ) التوحيد ، أو الإسلام. (الْمُنْكَرِ) الشرك ، أو الذين لم ينهوا عنه حتى انتهوا عنه.
(وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ) القائمون بأمره ، أو بفرائض حلاله وحرامه ، أو لشرطه في الجهاد.
(الْمُؤْمِنِينَ) المصدقين بما وعدوا في هذه الآيات ، أو بما ندبوا إليه فيها. لما نزل (إِنَّ اللهَ اشْتَرى) جاء رجل من المهاجرين فقال : يا رسول الله ، وإن زنا وإن سرق وإن شرب الخمر فنزلت (التَّائِبُونَ).
(ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (١١٣))
(ما كانَ لِلنَّبِيِّ) لما زار الرسول صلىاللهعليهوسلم قبر أمه ، وقال : «استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي واستأذنته في الدعاء لها فلم يأذن لي» فنزلت ، أو نزلت في أبي طالب لما قال الرسول صلىاللهعليهوسلم : «لأستغفرن لك ما لم أنه عنك» (١) ، أو سمع علي رضي الله تعالى عنه رجلا يستغفر لأبويه فقال : أتستغفر لهما وهما مشركان فقال أو لم يستغفر إبراهيم لأبويه فذكره علي رضي الله تعالى عنه للرسول صلىاللهعليهوسلم فنزلت.
(وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (١١٤))
(مَوْعِدَةٍ) وعد إبراهيم عليه الصلاة والسّلام أبوه أنه إن استغفر له آمن ، أو وعد إبراهيم عليه الصلاة والسّلام أباه أن يستغفر له لرجائه إيمانه فلما مات على شركه تبرأ من أفعاله ومن الاستغفار له.
(لَأَوَّاهٌ) دعّاء ، أو رحيم ، أو موقن ، أو مؤمن بلغة الحبشة ، أو مسبّح ، أو مكثر من تلاوة القرآن ، أو متأوه ، أو فقيه ، أو متضرع خاشع مروي عن الرسول صلىاللهعليهوسلم ، أو إذا ذكر ذنوبه استغفر منها. وأصل التأوه التوجع.
(حَلِيمٌ) صبور على الأذى ، أو صفوح عن الذنب.
(وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١١٥))
(وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ) أسلم قوم من الأعراب ورجعوا إلى بلادهم يعملون بما شاهدوه
__________________
(١) أخرجه البخاري (١ / ٤٥٧ ، رقم ١٢٩٤) ومسلم (١ / ٥٤ ، رقم ٢٤).