(وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) الرسول صلىاللهعليهوسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم أجمعين في الجهاد ، أو يا أيها المسلمون اتقوا الله تعالى في الكذب ، أو التقوا الله في طاعة رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا أمركم بالجهاد.
(الصَّادِقِينَ) أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما أو الثلاثة الذين خلفوا وصدقوا الرسول في تخلفهم ، أو المهاجرين ، لأنهم لم يتخلفوا عن الرسول صلىاللهعليهوسلم في الجهاد ، أو من صدقت نيته وقوله وعمله وسره وعلانيته.
(وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (١٢٢))
(وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ) ما كان عليهم أن ينفروا جميعا لأن الجهاد صار فرض كفاية.
نسخت قوله تعالى : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) [التوبة : ٤١] ، أو ما كان لهم إذا بعث الرسول صلىاللهعليهوسلم سرية أن يخرجوا جميعا ويتركوا الرسول صلىاللهعليهوسلم بالمدينة واحده بل يقيم بعضهم. لما عيّروا بالتخلف عن غزوة تبوك خرجوا في سرايا الرسول صلىاللهعليهوسلم وتركوه وحده بالمدينة فنزلت.
(فَلَوْ لا نَفَرَ) مع الرسول صلىاللهعليهوسلم طائفة لتتفقه في الجهاد معه ، أو هاجرت إليه في إقامته لتتفقه ، أو لتتفقه الطائفة المقيمة مع الرسول صلىاللهعليهوسلم معناه فهلا إذا نفروا أن تقيم مع الرسول صلىاللهعليهوسلم طائفة لأجل التفقه في الدين في أحكامه ، ومعالمه ويتحملوا ذلك لينذروا به قومهم إذا رجعوا إليهم ، أو ليتفقهوا فيما يشاهدونه من المعجزات والنصر المصدق للوعد السابق ليقوي إيمانهم ويخبروا به قومهم.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (١٢٣))
(الَّذِينَ يَلُونَكُمْ) العرب ، أو الروم ، أو الديلم ، أو عام في قتال الأقرب فالأقرب.
(وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (١٢٤))
(أَيُّكُمْ زادَتْهُ) قاله المنافقون بعضهم لبعض على وجه الإنكار ، أو قالوه لضعفاء المسلمين استهزاء.
(فَزادَتْهُمْ إِيماناً) بها لأنهم لم يؤمنوا بها قبل نزولها أو زادتهم خشية.
(وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ (١٢٥))
(رِجْساً) إثما ، أو شكا ، أو كفرا.