(فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ (٧٠))
(نَكِرَهُمْ) نكر وأنكر واحد ، أو نكر إذا لم يعرفهم وأنكرهم وجدهم على منكر.
ونكرهم لأنهم لم يتحرموا بطعامه وشأن العرب إذا لم يتحرم بطعامهم أن يظنوا السواء ، أو نكرهم لأنه لم يكن لهم أيدي.
(وَأَوْجَسَ) أضمر.
(إِنَّا أُرْسِلْنا) أعلموه بذلك ليأمن منهم ، أو لأنه كان يأتي قوم لوط فيقول ويحكم أنهاكم عن الله تعالى أن تتعرضوا لعقوبته فلا يطيعونه.
(وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (٧١))
(قائِمَةٌ) تصلي ، أو في خدمتهم ، أو من وراء الستر تسمع كلامهم.
(فَضَحِكَتْ) حاضت يقولون : ضحكت المرأة إذا حاضت. والضحك في كلامهم : الحيض وافق ذلك عادتها ، أو لذعرها وخوفها تغيرت عادتها ، أو ضحكت : تعجبت سمي به لأنه سبب له ، عجبت من أنها وزوجها يخدمانهم إكراما وهم لا يأكلون ، أو من مجيء العذاب إلى قوم لوط وهم غافلون ، أو من مجيء الولد مع كبرها وكبر زوجها ، أو من إحياء العجل الحنيذ ، لأن جبريل عليهالسلام مسحه بجناحه فقام يدرج حتى لحق بأمه وكانت أمه في الدار أو هو الضحك المعروف قاله الجمهور ، ضحكت سرورا بالولد ، أو بالسلامة ، أو لما رأت بزوجها من الروع ، أو ظنا أن الرسل يعملون عمل قوم لوط.
(وَراءِ) بعد ، أو الوراء ولد الولد ، وخصوها بالبشرى لما اختصت بالضحك ، أو كافؤوها بذلك استعظاما لخدمتها ، أو لأن المرأة أفرح بالولد من الرجل.
(قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (٧٢))
(يا وَيْلَتى) لم تدع بالويل ولكنها كلمة تخف على ألسنة النساء عند تعجبهن ، استغربت مجيء ولد من عجوز لها تسع وتسعون سنة ، وشيخ له مائة سنة ، أو لها تسعون ، وله مائة وعشرون.
(بَعْلِي شَيْخاً) قيل عرّضت بذلك عن ترك غشيانه لها ، والبعل السيد والبعل المعبود ، وسمي الزوج بعلا لتطاوله على المرأة كتطاول السيد على المسود.
(عَجِيبٌ) منكر. (وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ) [ص : ٤].