فلان أي طعمنا عنده لأنهم كانوا يعدون المتكأ للمدعو إلى الطعام فسمي به الطعام توسعا والمراد به هنا البزماورد ، أو الأترج «والمتك» مجفف الأترج ، أو كل ما يحز بالسكين ، أو عام في كل الطعام.
(أَكْبَرْنَهُ) أعظمنه ، أو وجدن شبابه في الحسن والجمال كبيرا ، أو حضن ، والمرأة إذا جزعت أو خارت حاضت والإكبار الحيض ، قال :
نأتي النساء على أطهارهن ولا |
|
نأتي النساء إذا أكبرن إكبارا |
(وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) حتى بانت ، أو جرحنها حتى دميت.
(حاشَ لِلَّهِ) معاذ الله أو سبحان الله. مأخوذ من المراقبة ، ما أحاشي في هذا الأمر أحدا أني ما أراقبه ، أو من قولهم : كنت في حشا فلان أي ناحيته ، فحاشى فلانا أي أعزله في حشا وهو الناحية.
(بَشَراً) أهل للمباشرة ، أو من جملة البشر لما علمن من عفته إذ لو كان بشرا لأطاعها ، أو شبهنه بالملائكة حسنا وجمالا.
(كَرِيمٌ) مبالغة في تفضيله في جنس الملائكة.
(قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ (٣٣))
(أَصْبُ) أتابع ، أو أميل ، قال :
إلى هند صبا قلبي |
|
وهند مثلها يصبى |
(ثُمَّ بَدا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الْآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (٣٥) وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيانِ قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَراكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٣٦))
(حِينٍ) هنا ستة أشهر ، أو سبع سنين ، أو زمان غير محدود ، قالت لزوجها : قد فضحني هذا العبد العبراني ، وقال : إني راودته عن نفسي فإما أن تطلقني حتى أعتذر وإما أن تحبسه كما حبستني فحبسه.
(فَتَيانِ) عبدان والعبد يسمى فتى صغيرا كان أو كبيرا ، كان أحدهما على طعام الملك الأكبر الوليد بن الريان والآخر ساقية فاتّهما بسمه ، فلما دخلا معه سألاه عن علمه فقال : عابر ، فسألاه عن رؤياهما صدقا منهما ، أو كذبا ليجربا علمه فلما أجابهما قالا : كنا نلعب فقال : (قُضِيَ الْأَمْرُ ..) الآية [يوسف : ٤١] ، أو كان المصلوب كاذبا والآخر صادقا.