(اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ) خلقت حواء من ضلع آدم صلىاللهعليهوسلم وهو نائم ، ولهذا يقال لها ضلع أعوج ، وسميت امرأة لأنها خلقت من المرء ، وسمت حواء لأنها خلقت من حي ، أو لأنها أم كل حي ، وخلقت قبل دخوله الجنة ، أو بعد دخوله إليها.
(الْجَنَّةَ) جنة الخلد ، أو جنة أعدها الله تعالى لهما.
(رَغَداً) الرغد : العيش الهنيء ، أو الواسع ، أو الحلال الذي لا حساب فيه.
(الشَّجَرَةَ) البر ، أو الكرم ، أو التين ، أو شجرة الخلد التي كانت الملائكة تحنك منها.
(الظَّالِمِينَ) لأنفسهما ، أو المعتدين بأكل ما لم يبح ، وأكلها ناسيا فحكم عليه بالمعصية ، لترك التحرز ، لأنه يلزم الأنبياء صلوات الله تعالى عليهم وسلامه من التحرز ما لا يلزم غيرهم أو أكل منها وهو سكران ، قاله ابن المسيب (١).
أو أكل عالما متعمدا ، أو تأول النهي على التنزيه دون التحريم ، أو على عين الشجرة دون جنسها ، أو على قوله تعالى (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ) [الأعراف : ٢٠].
(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ (٣٦))
(فَأَزَلَّهُمَا) أزالهما : نحّاهما ، وأزلهما : من الزلل وهو الزوال عن الحق. والشيطان : إبليس ، وسوس لهما من غير مشاهدة ، ولا خلوص إليهما ، أو خلص إليهما وشافههما بالخطاب ، وهو الأظهر ، وقول الأكثر.
(فَأَخْرَجَهُما) نسب الخروج إليه ، لأنه سببه.
(اهْبِطُوا) الهبوط : الزوال ، والهبوط : موضع الهبوط ، المأمور به آدم ، وحواء ، وإبليس ، والحية ، أو آدم ، وإبليس وذريتهما ، أو آدم ، وحواء والوسوسة.
(عَدُوٌّ) بنو آدم وبنو إبليس أعداء ، أو الذي أمروا بالهبوط بعضهم لبعض أعداء.
(مُسْتَقَرٌّ) مقامهم عليها ، أو قبورهم.
(وَمَتاعٌ) كل ما انتفع به فهو متاع.
(إِلى حِينٍ) الموت ، أو قيام الساعة ، أو أجل.
__________________
(١) هو سعيد بن المسيب بن حزن بن أبى وهب القرشى المخزومي ، قال الحافظ : أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار من كبار الثانية اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل. وقال ابن المدينى : لا أعلم في التابعين أوسع علما منه. انظر : تقريب التهذيب (١ / ٢٤١ ، ترجمة ٢٣٩٦).