أن الخليفة يفسد في الأرض ، أو أني إن استخلفتكم سبحتم ، وقدستم ، وإن أستخلف غيركم عصى ، أو أني لا أخلق خلقا إلا كنتم أفضل منه ، أو صادقين : عالمين.
(قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاَّ ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٣٢))
(الْعَلِيمُ) العالم من غير تعليم.
(الْحَكِيمُ) المحكم لأفعاله ، أو المصيب للحق ، ومنه الحاكم لإصابته ، أو المانع من الفساد ، وحكمة اللجام تمنع الفرس من شدة الجري. قال :
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم |
|
إني أخاف عليكم أن أغضبا |
(قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (٣٣))
(ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) ما تبدون من قولكم (أَتَجْعَلُ فِيها) والمكتوم : ما أسرّه إبليس من الكبر ، والعصيان ، أو ما أضمروه من أن الله تعالى لا يخلق خلقا إلا كانوا أكرم عليه منهم.
(وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ (٣٤))
(اسْجُدُوا) أصل السجود : الخضوع ، والتطامن ، أمروا بذلك تكريما لآدم صلىاللهعليهوسلم وتعظيما لشأنه ، أو جعل قبلة لهم ، وأمروا بالسجود إليه.
(إِلَّا إِبْلِيسَ) امتنع حسدا ، وتكبرا ، وكان أبا الجن كما آدم صلىاللهعليهوسلم أبو البشر ، أو كان من الملائكة فيكون قوله تعالى (كانَ مِنَ الْجِنِ) [الكهف : ٥٠] وهم حي من الملائكة يسمون جنّا ، أو كان من خزان الجنة ، فاشتق اسمه منها ، أو لانه جن عن الطاعة ، أو الجن اسم لكل مستتر مجتنن. قال :
براه إلهي واصطفاه لدينه |
|
وملكه ما بين توما إلى مصر |
|
||
وسخر من جن الملائك تسعة |
|
قياما لديه يعملون بلا آجر |
واشتق من الإبلاس ، وهو اليأس من الخير ، أو هو اسم أعجمي لا اشتقاق له.
(وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) صار منهم أو كان قبله كفار هو منهم ، أو كان من الجن وإن لم يكن قبله جن ، كما كان آدم صلىاللهعليهوسلم من الإنس وليس قبله إنس.
(وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ (٣٥))