(بِأَهْلِكُمْ) ليتخذوا مصر دارا.
(وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ (٩٤))
(فَصَلَتِ) خرجت من مصر إلى الشام. قال : أبوهم لأولاد بنيه لأن بنيه كانوا غيّبا.
(تُفَنِّدُونِ) تسفهون أو تكذبون ، وجد ريح القميص من مسافة عشرة أيام ، أو ثمانية أيام ، أو ستة أيام.
(قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ (٩٥))
(ضَلالِكَ) خطئك ، أو جنونك قال الحسن رضي الله تعالى عنه : وهذا عقوق. أو في محبتك.
(فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٩٦))
(الْبَشِيرُ) يهوذا ، سمي بذلك لأنه جاءه ببشارة. (بَصِيراً) من العمى ، أو بخبر يوسف.
(ما لا تَعْلَمُونَ) من صحة رؤيا يوسف ، أو قول ملك الموت ما قبضت روحه ، أو من بلوى الأنبياء بالمحن ونزول الفرج ونيل الثواب.
(قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ (٩٧))
(اسْتَغْفِرْ) طلبوا أن يحللهم لما أدخلوا عليه من آلام الحزن ، أو لأنه نبي تجاب دعوته ، أقام يعقوب وبنوه عشرين سنة يطلبون التوبة لإخوة يوسف فيما فعلوه بيوسف لا يقبل ذلك منهم حتى لقي جبريل عليهالسلام يعقوب عليه الصلاة والسّلام فعلمه هذا الدعاء ، يا رجاء المؤمنين لا تخيب رجائي ، ويا غوث المؤمنين أغثني ، ويا عون المؤمنين أعني ، ويا حبيب التوابين تب علي. فاستجيب له.
(قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٩٨))
(سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ) أخره إلى صلاة الليل ، أو السّحر أو ليلة الجمعة مروي عن الرسول صلىاللهعليهوسلم أو دافعهم بالتأخير ، قال عطاء : طلب الحوائج إلى الشباب أسهل منها عند الشيوخ ألا ترى قول يوسف (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ..) الآية [يوسف : ٩٢] وقول يعقوب (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ.)
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ (٩٩))
(فَلَمَّا دَخَلُوا) خرج يوسف وأهله والملك الأكبر واستقبلوا يعقوب على يوم من مصر فقال لهم : ادخلوا مصر آمنين من فرعون ، أو من الجدب والقحط. أو لم يجتمعوا به