(مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ أُكُلُها دائِمٌ وَظِلُّها تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ (٣٥))
(مَثَلُ الْجَنَّةِ) شبهها أو نعتها إذ لا مثل لها.
(أُكُلُها دائِمٌ) ثمرتها لا تنقطع ، أو لذتها في الأفواه باقية قاله إبراهيم التيمي.
(وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمِنَ الْأَحْزابِ مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ (٣٦))
(وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) الصحابة ، أو مؤمنو أهل الكتاب ، أو اليهود والنصارى فرحوا بما في القرآن من تصديق كتبهم.
(مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ) قريش ، أو اليهود والنصارى والمجوس.
(بَعْضَهُ) عرفوا صدق الرسول صلىاللهعليهوسلم وأنكروا تصديقه ، أو عرفوا نعته وأنكروا نبوته.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ (٣٨))
(أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً) أي هم كسائر البشر فلم أنكروا نبوتك وأنت كمن تقدم ، أو نهاه بذلك عن التبتل ، أو عاب اليهود الرسول صلىاللهعليهوسلم بكثرة الأزواج فأخبرهم بأن ذلك سنة الرسل عليه الصلاة والسّلام.
(أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ) لما سألت قريش تسيير الجبال وغير ذلك نزلت. (لِكُلِّ أَجَلٍ) لكل قضاء قضاه الله تعالى.
(كِتابٌ) كتبه فيه ، أو لكل أجل من آجال الخلق كتاب عن الله ، أو لكل كتاب نزل من السماء أجل على التقديم والتأخير.
(يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ (٣٩))
(يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ) من أمور الخلق فيغيرها إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يغيران ، أو له كتابان أحدهما أم الكتاب لا يمحو منه شيئا ، والثاني يمحو منه ما يشاء ويثبت كلما أراد أن ينسخ ما يشاء من أحكام كتابه ويثبت ما يشاء فلا ينسخه ، أو يمحو ما جاء أجله ويثبت من لم يأت أجله ، أو يمحو ما يشاء من الذنوب بالمغفرة ويثبت ما يشاء فلا يغفره ، أو يختم للرجل بالشقاء فيمحو ما سلف من طاعته أو يمحو بخاتمته من السعادة ما تقدم من معصيته أم الكتاب حلاله وحرامه ، أو جملة الكتاب ، أو علم الله تعالى بما خلق وما هو خالق ، أو الذكر ، أو الكتاب الذي لا يبدل ، أو أصل الكتاب في اللوح المحفوظ.
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ