(أُوفِ) بما وعدتكم ، أو أوفوا بما أنزلته في كتابكم أن تؤمنوا بي وبرسلي أوف لكم بالجنة ، سماه عهدا ، لأنه عهد به إليهم في الكتب السالفة ، أو جعل الأمر كالعهد الذي هو يمين لاشتراكهما في لزوم الوفاء بهما.
(وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (٤١))
(بِما أَنْزَلْتُ) على محمد صلىاللهعليهوسلم من القرآن.
(مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ) من التوراة في التوحيد ولزوم الطاعة ، أو مصدقا لما فيها من أنها من عند الله ، أو لما فيها من ذكر محمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن.
(أَوَّلَ كافِرٍ) بالقرآن من أهل الكتاب ، أو بمحمد صلىاللهعليهوسلم ، أو بما في التوراة والإنجيل من ذكر محمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن.
(ثَمَناً قَلِيلاً) لا تأخذوا عليه أجرا ، وفي كتابهم : يا ابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا.
أو لا تأخذوا على تغييره وتبديله ثمنا ، أو لا تأخذوا ثمنا على كتم ما فيه من ذكر محمد صلىاللهعليهوسلم والقرآن.
(وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٤٢))
(وَلا تَلْبِسُوا) ولا تخلطوا الصدق بالكذب ، اللبس : الخلط ، أو اليهودية والنصرانية بالإسلام ، أو التوراة المنزلة بما كتبوه بأيديهم.
(وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ) نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم. (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أنه في كتبكم.
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣))
(الزَّكاةَ) من النماء والزيادة ، لأنها تثمر المال ، أو من الطهارة بأدائها يطهر المال فيصير حلالا ، أو تطهر المالك من إثم المنع.
(الرَّاكِعِينَ) الركوع من التطامن والانحناء ، أو من الذل والخضوع ، عبّر عن الصلاة بالركوع ، أو أراد ركوعها إذ لا ركوع في صلاتهم.
(أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (٤٤))
(بِالْبِرِّ) بالطاعة ، أمروا بها وعصوا ، أو أمروا بالتمسك بكتابهم ، وتركوه بجحد نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم ، أو أمروا بالصدقة وضنوا بها.
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخاشِعِينَ (٤٥))
(بِالصَّبْرِ) على الطاعة ، وعن المعصية ، أو بالصوم ، ويسمى صبرا لأنه يحبس نفسه