تسمى هذه السورة سورة النعم لتعديد النعم فيها.
(وَأَكْثَرُهُمُ الْكافِرُونَ) أراد جميعهم ، أو فيهم من حكم بكفره تبعا كالصبيان والمجانين فذكر المكلفين.
(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (٩٠))
(بِالْعَدْلِ) شهادة التوحيد.
(وَالْإِحْسانِ) الصبر على طاعته في أمره ونهيه سرا وجهرا.
(وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) صلة الرحم ، والفحشاء : الزنا. والمنكر : القبائح ، والبغي : الكبر والظلم ، أو العدل : القضاء بالحق ، والإحسان : التفضل بالإنعام ، وإيتاء ذي القربى : صلة الأرحام ، والفحشاء : ما يسر من القبائح ، والمنكر : ما يظهر منها فينكر ، والبغي ما يتطاول به من ظلم وغيره ، أو العدل استواء السريرة والعلانية في العمل لله ، والإحسان فضل السريرة على العلانية ، والمنكر والبغي فضل العلانية على السريرة.
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ (٩١))
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ) نزلت في بيعة الرسول صلىاللهعليهوسلم على الإسلام أو في الحلف الواقع في الجاهلية بين أهل الشرك والإسلام فجاء الإسلام بالوفاء به ، أو في كل يمين منعقدة يجب الوفاء بها ما لم تدع ضرورة إلى الحنث ، وقول الرسول صلىاللهعليهوسلم «فليأت الذي هو خير» (١) محمول على الضرورة دون المباح ، وأهل الحجاز يقولون : وكدت توكيدا ، وأهل نجد أكدت تأكيدا.
(وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (٩٢))
(كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها) امرأة حمقاء بمكة كانت تغزل الصوف ثم تنقضه بعد إبرامه.
__________________
(١) أخرجه مسلم (٣ / ١٢٧١ ، رقم ١٦٥٠) ، والترمذي (٤ / ١٠٧ ، رقم ١٥٣٠) وقال : حسن صحيح. ومالك (٢ / ٤٧٨ ، رقم ١٠١٧) ، وأحمد (٢ / ٣٦١ ، رقم ٨٧١٩) ، وابن حبان (١٠ / ١٩٠ ، رقم ٤٣٤٩) جميعا عن أبي هريرة.
وأخرجه مسلم (٣ / ١٢٧٣ ، رقم ١٦٥١) ، والنسائي (٧ / ١١ ، رقم ٣٧٨٦) ، وابن ماجه (١ / ٦٨١ ، رقم ٢١٠٨) ، والطيالسي (ص ١٣٨ ، رقم ١٠٢٧) ، وأحمد (٤ / ٢٥٦ ، رقم ١٨٢٧٧) ، وابن حبان (١٠ / ١٨٦ ، رقم ٤٣٤٥) جميعا عن عدى بن حاتم.