(فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) مكنوا من قتلها ، أو ليقتل بعضكم بعضا. والقتل إماتة الحركة قتلت الخمر بالماء إذا مزجتها به ، فسكنت حركتها ، ابن جريج ، جعلت توبتهم بالقتل ، لأن الذين لم ينكروا خافوا القتل فجعلت توبتهم به.
(وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٥))
(جَهْرَةً) علانية ، أو عيانا ، وأصل الجهر : الظهور ، ومنه جهر بالقراءة ، وجاهر بالمعاصي.
(الصَّاعِقَةُ) الموت.
(ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٦))
(بَعَثْناكُمْ) أحييانكم ، أو سألوا أن يبعثوا بعد الإحياء أنبياء. والبعث هو الإرسال ، أو إثارة الشيء من محله ، وهؤلاء هم السبعون المختارون للميقات.
(وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٥٧))
(الْغَمامَ) ما غطى السماء من السحاب ، غم الهلال : غطاه السحاب ، وكل مغطى مغموم. وهذا الغمام هو السحاب ، أو الذي أتت فيه الملائكة يوم بدر.
(الْمَنَّ) ما سقط على الشجر فأكله الناس أو صمغة ، أو شراب كانوا يشربونه ممزوجا بالماء. أو عسل ينزل عليهم أو الخبز الرقاق ، أو الزنجبيل. أو الترنجبين.
(وَالسَّلْوى) السماني أو طائر يشبهه. كانت تحشره عليهم ريح الجنوب.
(طَيِّباتِ) اللذيذة ، أو الحلال.
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (٥٨))
(الْقَرْيَةَ) بيت المقدس ، أو قرية بيت المقدس ، أو أريحيا.
(الْبابَ) باب القرية المأمور بدخولها ، أو باب حطة ، وهو الثامن من بيت المقدس.
(سُجَّداً) ركعا ، أو متواضعين خاضعين ، أصل : السجود الانحناء تعظيما وخضوعا.
(حِطَّةٌ) لا إله إلا الله ، أو أمروا بالاستغفار أو حط عنا خطايانا ، أو قولوا : هذا الأمر حق كما قيل لكم.
(نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ) نغفرها بسترها عليكم فلا نفضحكم ، من الغفر وهو الستر ، ومنه بيضة الحديد : مغفر.