(عِوَجاً) ملتبسا ، أو مختلفا ، أو عادلا عن الحق والاستقامة والبلاغة إلى الباطل والفساد والعي ، والعوج بكسر العين في الدين والطريق وما ليس بقائم منتصب ، وبفتحها في القناة والخشبة وما كان قائما منتصبا.
(ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) [الكهف : ٣].
(قَيِّماً) مستقيما معتدلا ، أو قيّم على كتب الله يصدقها وينفي الباطل عنها ، أو يعتمد عليه ويرجع إليه كقيّم الدار ، وفيه تقديم تقديره «أنزل الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا» قاله الجمهور ، أو التقدير لم يجعل له عوجا لكن جعله قيّما بأسا يحتمل الاستئصال بعذاب الدنيا ، أو جهنم.
(فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً (٦))
(باخِعٌ) قاتل ، أو متحسر أسف على آثار قريش.
(إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا) بالقرآن.
(أَسَفاً) غضبا ، أو جزعا ، أو ندما ، أو حزنا.
(إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (٧))
(ما عَلَى الْأَرْضِ) أشجارها وأنهارها ، أو الأنبياء العلماء ، أو الرجال ، أو كل ما عليها ، أو (زِينَةً لَها :) شهوات لهم زينت في أعينهم وأنفسهم.
(أَحْسَنُ عَمَلاً) تركا لها وإعراضا عنها ، أو أصفى قلبا وأهدى سمتا ، أو توكلا علينا فيها ، ويحتمل اعتبارا بها وتركا لحرامها.
(وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً (٨))
(صَعِيداً) أرضا مستوية ، أو وجه الأرض لصعوده ، أو التراب.
(جُرُزاً) بلقعا أو ملسا ، أو محصورة ، أو يابسة لا نبات بها ولا زرع. قد جرفتهن السنون الأجراز.
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (٩))
(الْكَهْفِ) غار في الجبل الذي أووا إليه.
(وَالرَّقِيمِ) اسم ذلك الجبل ، أو اسم قريتهم ، أو كلبهم ، أو لكل كلب ، أو الوادي ، وقيل هو واد بالشام نحو أيلة ، أو الكتاب الذي فيه شأنهم من رقم الثوب ، وكان لوحا من رصاص على باب الكهف ، أو في خزائن الملوك لعجيب أمرهم ، أو الدواة بالرومية ، أو قوم من أهل السراة كانت حالهم كحال أصحاب الكهف ، قاله سعيد.
(عَجَباً) ما حسبت أنهم كانوا عجبا لو لا أخبرناك وأوحينا إليك ، أو أحسبت أنهم