أحدهما في الغرب ، والآخر في الشرق ، أو بحر أرمينية مما يلي الأبواب ، وعد أنه يلقى الخضر عند مجمعهما.
(لا أَبْرَحُ) لا أزال ، أو لا أفارقك.
(حُقُباً) زمانا ، أو دهرا ، أو سنة بلغة قيس ، أو ثمانون سنة ، أو سبعون.
(فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بَيْنِهِما نَسِيا حُوتَهُما فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً (٦١))
(مَجْمَعَ بَيْنِهِما) إفريقية.
(نَسِيا حُوتَهُما) عبّر بالنسيان عن ضلاله عنهما لما اتخذ سبيله في البحر ، أو غفلا عنه فنسي يوشع ونسي موسى أن يأمر فيه بشيء ، أو نسيه يوشع وحده فأضيف إليهما كما يقال نسي القوم أزوادهم إذا نسيها أحدهم.
(فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ) أحيا الله تعالى الحوت فطفر إلى البحر فاتخذ طريقه فيه.
(سَرَباً) مسلكا ، أو يبسا ، أو عجبا.
(فَلَمَّا جاوَزا قالَ لِفَتاهُ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً (٦٢))
(جاوَزا) مكان الحوت.
(نَصَباً) تعبا ، أو وهنا.
(قالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَما أَنْسانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً (٦٣) قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً (٦٤))
(الصَّخْرَةِ) بشروان أرض على ساحل بحر أيلة عندها عين تسمى عين الحياة ، أو الصخرة التي دون نهر الزيت على الطريق.
(نَسِيتُ الْحُوتَ) أن أحمله ، أو أخبرك بأمره. (أَنْسانِيهُ إِلَّا الشَّيْطانُ) بوسوسته لي وشغله لقلبي.
(عَجَباً) كان لا يسلك طريقا في البحر إلا صار ماؤه صخرا فعجب موسى لذلك ، أو رأى دائرة الحوت وأثره في البحر كالكوة فعجب من حياة الحوت ، وقيل لموسى إنك تلقى الخضر حيث تنسى بعض متاعك فعلم أن مكان الحوت مضوع الخضر ف (قالَ ذلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ).
(قَصَصاً) يقصان أثر الحوت.
(فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً (٦٥))