(أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (٩٣))
«تتبعني» في الخروج من بينهم ، أو في منعهم والإنكار عليهم.
(أَمْرِي) قول (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ..) الآية [١٤٢ من الأعراف].
(قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (٩٤))
(يَا بْنَ أُمَ) كان أخاه لأبويه ، أو لأبيه دون أمه ، وقاله استرقاقا واستعطافا.
(بِلِحْيَتِي) أخذ شعره بيمينه ولحيته بيساره ، أو بلحيته وأذنه ، فعبّر عن الأذن بالرأس ، فعل ذلك ليسر إليه نزول الألواح عليه في تلك المناجاة إرادة إخفائها على بني إسرائيل قبل التوبة ، أو وقع عنده أن هارون ما يلهم في أمر العجل ، قلت : وهذا فجور من قائله لأن ذلك لا يجوز على الأنبياء ، أو فعل ذلك لتركه الإنكار على بني إسرائيل ومقامه بينهم وهو الأشبه.
(فَرَّقْتَ) بينهم بما وقع من اختلاف معتقدهم ، أو بقتال من عبد العجل منهم ، قيل : عبدوه كلهم إلا اثني عشر ألفا بقوا مع هارون لم يعبدوه.
(وَلَمْ تَرْقُبْ) لم تعمل بوصيتي ، أو لم تنتظر عهدي.
(قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ (٩٥))
(فَما خَطْبُكَ) الخطب ما يحدث من الأمور الجليلة التي يخاطب عليها ، وكان السامري كرمانيا تبع موسى ، أو من عظماء بني إسرائيل اسمه موسى بن ظفر من قبيلة يقال لها سامرة ، أو قرية يقال لها : سامرة.
(قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (٩٦))
(بَصُرْتُ) نظرت ، أو فطنت ، بصرت وأبصرت واحد ، أو أبصرت نظرت ، وبصرت فطنت والقبضة بجميع الكف وبغير إعجام بأطراف الأصابع.
(الرَّسُولِ) جبريل عليهالسلام عرفه لأنه رآه يوم فلق البحر حين قبض القبضة من أثره ، أو عرفه لأنه كان يغذوه صغيرا لما ألقته أمه خوفا أن يقتله فرعون لما كان يقتل بني إسرائيل فعرفه في كبره فأخذ التراب من تحت حافر فرسه.
(فَنَبَذْتُها) ألقاها فيما سكه من الحلي فخار بعد صياغته ، أو ألقاها في جوفه بعد صياغته فظهر خواره ، أو الرسول موسى وأثره شريعته ، قبض قبضة من شريعته نبذها وراء