(مَنْسَكاً) حجا ، أو ذبحا ، أو وعيدا ، والمنسك في كلامهم الموضع المعتاد ، مناسك الحج لاعتياد مواضعها.
(بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) الهدى إن جعلنا المنسك الحج ، أو الأضاحي إن جعلناه العيد.
(الْمُخْبِتِينَ) المطمئنين إلى ذكر الله تعالى أو المتواضعين ، أو الخاشعين ، الخشوع في الأبدان والتواضع في الأخلاق ، أو الخائفين ، أو المخلصين ، أو الرقيقة قلوبهم ، أو المجتهدون في العبادة ، أو الصالحون المقلون ، أو الذين لا يظلمون وإذا ظلموا لم ينتصروا قاله الخليل.
(وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٣٦))
(وَالْبُدْنَ) الإبل عند الجمهور ، أو الإبل والبقر ، أو ذوات الخف من الإبل والبقر والغنم حكاه ابن شجرة سميت بدنا لأنها مبدنة بالسمن.
(شَعائِرِ اللهِ) معالم دينه ، أو فروضه. (فِيها خَيْرٌ) أجر ، أو ركوبها عند الحاجة وشرب لبنها عند الحلب.
(صَوافَّ) مصطفة ، أو قائمة تصفّ بين أيديها بالقيود ، أو معقولة ، قرأ الحسن صوافي أي خالصة لله تعالى من الصفوة ، ابن مسعود صوافن معقولة إحدى يديها فتقوم على ثلاث ، صفن الفرس ثنى إحدى يديه وقام على ثلاث وقال :
ألف الصفون فما يزال كأنه |
|
مما يقوم على الثلاث كسيرا |
(وَجَبَتْ جُنُوبُها) سقطت إلى الأرض ، وجب الحائط سقط ، وجبت الشمس غربت.
(فَكُلُوا) يجب الأكل من المتطوع به ، أو يستحب عند الجمهور ولا يجب ، كانوا في الجاهلية يحرمون أكلها على أنفسهم.
(الْقانِعَ) السائل و (وَالْمُعْتَرَّ) المعترض بغير سؤال ، أو القانع الذي لا يسأل والمعتر يعتري فيسأل ، أو القانع المسكين الطّوّاف والمعتر الصديق الزائر ، أو القانع : الطامع ، والمعتر الذي يعتري بالبدن ويتعرض للحم لأنه ليس عنده لحم.
(لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (٣٧))