(وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ) حب العجل. أو برده موسى عليه الصلاة والسّلام وألقاه في اليم فمن شرب ممن أحب العجل ظهرت سحالة الذهب على شفتيه.
(قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٩٤))
(مِنْ دُونِ النَّاسِ) كلهم ، أو محمد صلىاللهعليهوسلم وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم.
قال الرسول صلىاللهعليهوسلم «لو تمنوا الموت لماتوا ولرأوا مقاعدهم من النار» (١)
فلم يتمنوه علما منهم أنهم لم تمنوه لماتوا كما قال : أو صرفوا عن إظهار تمنيه آية للرسول صلىاللهعليهوسلم.
(وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (٩٦))
(وَلَتَجِدَنَّهُمْ) اليهود. و (الَّذِينَ أَشْرَكُوا) المجوس. (يَوَدُّ) أحد المجوس لو يعمر ألف سنة. (بِمُزَحْزِحِهِ) بمباعده.
(قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٩٧))
(عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) نزلت لما قال ابن صوريا للرسول صلىاللهعليهوسلم : أي ملك يأتيك بما يقول الله تعالى قال : «جبريل عليهالسلام» قال : ذاك عدونا ينزل بالقتال والشدة ، وميكائيل يأتي باليسر والرخاء ، فلو كان هو الذي يأتيك آمنا بك فنزلت.
وجبر : عبد ، وميكا : عبيد ، وأيل : هو الله تعالى ، وهما عبد الله وعبيد الله ، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ولم يخالف فيه أحد ، وخصا بالذكر وإن دخلا في عموم الملائكة تشريفا وتكريما ، أو نص عليهما لأنهم يزعمون أنهم ليسوا بأعداء الله تعالى ولملائكته أجمع بل هم أعداء لجبريل وحده فأبطل مثل هذا التأويل بذكر جبريل عليهالسلام.
(مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ (٩٨))
(عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) لم يقل عدو لهم لجواز انتقالهم عن العداوة بالإيمان.
(وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ
__________________
(١) أخرجه النسائي في السنن الكبرى (٦ / ٣٠٨ ، رقم ١١٠٦١).