قال : وترينا مناسكنا وتتوب عليها قال : نعم ، قال : وتجعل هذا البيت آمنا ، قال : نعم ، قال : وترزق أهله من الثمرات ، قال : نعم ، فهذه الكلمات التي ابتلي بها.
(إِماماً) متبوعا.
(عَهْدِي) النبوة ، أو الإمامة ، أو دين الله ، أو الأمان ، أو الثواب ، أو لا عهد عليك لظالم أن تطيعه في ظلمة ، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (١٢٥))
(مَثابَةً) مجمعا يجتمعون عليه في النسكين ، أو مرجعا ثابت العلة ، رجعت أي : يرجعون إليه مرة بعد أخرى ، أو يرجعون إليه في كلا النسكين من حل إلى حرم.
(وَأَمْناً) لأهله في الجاهلية ، أو للجاني من إقامة الحد عليه فيه.
(مَقامِ إِبْراهِيمَ) عرفة ومزدلفة والجمار ، أو الحرم كله ، أو الحج كله ، أو الحجر الذي في المسجد على الأصح.
(مُصَلًّى) مدّعى يدعى فيه ، أو الصلاة المعروفة وهو أظهر.
(وَعَهِدْنا) أمرنا ، أو أوحينا.
(طَهِّرا بَيْتِيَ) من الأصنام ، أو الكفار ، أو الأنجاس. أمرا ببنائه مطهرا ، أو يطهرا مكانه.
(لِلطَّائِفِينَ) الغرباء الذي يأتونه من غربة ، أو الذين يطوفون به.
(وَالْعاكِفِينَ) أهل البلد الحرام ، أو المصلون ، أو المعتكفون ، أو مجاورو البيت بغير طواف ولا اعتكاف ولا صلاة.
(وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) المصلون.
(وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (١٢٦))
(مَنْ آمَنَ) إخبار من الله تعالى ، أو من دعاء إبراهيم ، ولم تزل مكة حرما آمنا من الجبابرة والخوف والزلازل ، فسأل إبراهيم أن يجعله آمنا من الجدب والقحط ، وأن يرزق أهله من الثمرات لقول الرسول صلىاللهعليهوسلم «إن الله حرم مكة يوم خلق الله السموات والأرض» (١).
__________________
(١) أخرجه البخارى (٣ / ١١٦٤ ، رقم ٣٠١٧) ، والبيهقى (٥ / ١٩٥ ، رقم ٩٧٢٤).