(وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٠))
(إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا) فإنهم يحتجون بحجة باطلة كقوله تعالى (حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) [الشورى : ١٦] فسماها حجة ، أو إلّا بمعنى بعد كقوله : (إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) [الدخان : ٥٦] ، وكقوله تعالى : (إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ) [النساء : ٢٢] بمعنى بعد فيهما ، والذين ظلموا : قريش واليهود ، قالت قريش بعد التحويل : قد علم أنا على الهدى. وقالت اليهود : إن يرجع عنها تابعناه.
(فَلا تَخْشَوْهُمْ) في المباينة.
(وَاخْشَوْنِي) في المخالفة.
(كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (١٥١))
(آياتِنا) القرآن.
(وَيُزَكِّيكُمْ) يطهركم من الشرك ، أو يأمركم بما تصيرون به عند الله تعالى أزكياء.
(وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ) القرآن ، أو ما في الكتب السالفة من أخبار القرون.
(وَالْحِكْمَةَ) السنة ، أو مواعظ القرآن. (ما لَمْ تَكُونُوا) تعلمون من أمر الدين والدنيا.
(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ (١٥٢))
(فَاذْكُرُونِي) بالشكر. (أَذْكُرْكُمْ) بالنعمة ، أو اذكروني بالقبول أذكركم بالجزاء.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (١٥٣))
(بِالصَّبْرِ) على أوامر الله تعالى أو الصوم.
(وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ (١٥٤))
(أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ) النفوس عند الله تعالى منعمو الأجسام ، وإن كانت أجسامهم كأجسام الموتى أو ليسوا أمواتا بالضلال بل أحياء بالهدى. نزلت لما قالوا في قتلى بدر وأحد مات فلان وفلان.
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥))
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ) لما دعا عليهم الرسول صلىاللهعليهوسلم بسبع كسبع يوسف عليه الصلاة والسّلام