* (إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة عشرة بمعنى : وحين جاءتهم الرسل من قبلهم ومن بعدهم .. أي المتقدمون والمتأخرون وطلبوا منهم ناصحين ألا يعبدوا غير الله وحده .. أي جاءوهم من جميع جوانبهم ناصحين إياهم. وأنث الفعل «جاءت» مع فاعله المذكر «الرسل» على اللفظ لا المعنى لأن اللفظ بمعنى «جماعة» والمعنى الحقيقي هو جمع «رسول» وهو مذكر.
(بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) (٤)
(بَشِيراً وَنَذِيراً) : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قرآنا» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة وهو فعيل بمعنى فاعل. ونذيرا : معطوف بالواو على «بشيرا» ويعرب مثله بمعنى مبشر بما يسر للمؤمنين الصالحين ومنذر بسوء العاقبة للكافرين.
(فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ) : الفاء استئنافية. أعرض : فعل ماض مبني على الفتح. أكثر : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل جر بالإضافة وحذفت صلة الفعل بمعنى : فتولى أو فصد أكثرهم عنه أي عن قبوله.
(فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) : الفاء استئنافية. تفيد التعليل هنا. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ في محل رفع مبتدأ. لا : نافية لا عمل لها. يسمعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «لا يسمعون» في محل رفع خبر «هم» بمعنى : فهم لا يقبلون ولا يطيعون.
(وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ) (٥)
(وَقالُوا قُلُوبُنا) : الواو عاطفة. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. قلوب : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه والجملة الاسمية «قلوبنا في أكنة» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي كفار قريش.