** (ذلِكَ رَبُّ الْعالَمِينَ) : أي ذلك المتصف بما ذكر أي ذلك القادر الخالق هو موجد جميع الكائنات .. فحذف النعت أو البدل المشار إليه «القادر .. الخالق ـ اختصارا لأن ما قبله دال عليه.
** (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَواءً لِلسَّائِلِينَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة العاشرة. بمعنى وقدر في الأرض أقوات عمارها في تتمة أربعة أيام وبعد حذف المضاف إليه الأول «عمار» أوصل المضاف «أقوات» إلى المضاف إليه الثاني «ها» فصار : «أقواتها» كما حذف المضاف «تتمة» وحل المضاف إليه «أربعة» محله .. و «السائلين» هم المتساءلون وهي جمع «سائل .. يقال سأل ـ يسأل ـ سؤالا ومسألة نحو : سألت الله العافية : بمعنى طلبتها وسألته عن كذا : بمعنى استعلمته .. ومن تخريجات الفعل : تسأل وتسول بمعنى : استعطى ومن معاني «السائل ـ اسم الفاعل ـ المستعطي .. و «السائلة» مؤنث «السائل» عن حكيم بن حزام ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «اليد العليا خير من اليد السفلى» بمعنى : اليد المنفقة خير من اليد السائلة .. وقيل : وما رأينا في تاريخ الأبطال الميل إلى ذل السؤال والبطالة والكسل. ومن جوامع كلمه ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : لا تسأل الناس شيئا ولو سقط سيفك أو سوطك. وقد كان أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ راكبا ناقته فسقط سوطه وحوله جمع كبير فأناخ ناقته. وقال رضي الله عنه : سمعت حبي محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : لا تسأل الناس شيئا ولو سقط سوطك.
** (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية عشرة .. ثم قصد سبحانه إلى السماء أي توجهت إرادته لها أو عمد إلى خلق السماء فحذف المضاف «خلق» وحل المضاف إليه «السماء» محله .. وهي كتلة غازية ـ أي سديم ـ تشبه الدخان فقال للسماء والأرض ائتيا في الوجود طائعتين أو مكرهتين وقيل : المراد من هذا التعبير تصوير تأثير قدرته سبحانه فيهما وتأثرهما بالذات عنها وتمثيلها بالأمر المطاع وإجابة المطيع لأمر الخالق وفي كلمة «طائعين» جيء بهم في موضع «طائعات» وجاء الجمع بصيغة من يعقلون ـ أي بانتهائه بالياء والنون ـ لتناسب في رءوس الآي الشريف وعلى تأويل السموات والأرض بالأفلاك مثلا وما في معناه من المذكر ثم تغليب المذكر على المؤنث .. وتمثيلهما بالأمر المطاع وإجابة المطيع .. وتهيئتها للانتفاع بهما.
** (فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الثانية عشرة .. المعنى : فخلقهن أي أتم خلقهن سبع سماوات في فترة أو مدة يومين .. فحذف المضاف «مدة» وحل المضاف إليه «يومين» محله. فيكون تمام خلق السموات والأرض في ستة أيام كما أشارت هذه الآية الكريمة والآية الكريمة العاشرة .. وفي قوله تعالى في هذه الآية : وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح ..» حول الكلام من الغيبة في «أوحى» إلى التكلم في «زينا» لفتا لنظر السامع لبديع ما يذكر بعده .. وحذف المشار إليه النعت أو البدل في «ذلك تقدير ..» أي ذلك الخلق هو تقدير العزيز ..
** (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة عشرة .. والمراد بالصاعقة : كناية عن العذاب الشديد الشبيه بنزول الصاعقة وأصله أنذرتكم بصاعقة فحذف الحرف الجار فأوصل الفعل .. و «مثل» تستعمل بمعنى «الشبه» وبمعنى : نفس الشيء.