** (فَما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة والثلاثين .. المعنى : فما أعطيتم من شيء فهو تمتع قليل زائل وما عند الله من الثواب خير من متاع الدنيا.
** سبب نزول الآية : قال الإمام علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ نزلت هذه الآية الكريمة حين تصدق أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ بماله كله فلامه جمع. فنزل قوله تعالى في هذه الآية الكريمة.
** (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ وَإِذا ما غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والثلاثين .. المعنى : الذين يبتعدون عن ارتكاب كبريات الذنوب والفواحش : أي الأمور المنكرة .. يقال : فحش ـ يفحش ـ فحشا ـ بمعنى : قبح أشد القبح وهو كل شيء جاوز حده سمي فاحشا .. والفعل «فحش» نحو : فحش الشيء ـ يفحش ـ فحشا ـ مثل : قبح قبحا وزنا ومعنى وفي لغة هو من باب «قتل» وأفحش الرجل : أي أتى بالفحش وهو القول السيئ.
** (وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة والثلاثين .. المعنى : والذين أجابوا ربهم وأطاعوه لما دعاهم رسوله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ للإيمان وأدوا الصلاة أي وأتموا الصلوات الخمس وأمرهم شورى بينهم وهي مصدر بمعنى التشاور.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في الأنصار حين دعاهم الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى الإيمان بالله فاستجابوا لربهم أي أجابوا ربهم سبحانه إلى ما دعاهم إليه من التوحيد والعبادة وإطاعة الرسل. قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : بني الاسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. وإقام الصلاة .. وإيتاء الزكاة .. والحج .. وصوم رمضان. وعن جرير بن عبد الله : بايعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة .. والنصح لكل مسلم.
** (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الأربعين .. المعنى : وجزاء سيئة أي وجزاء السيئة فعلة سيئة مثلها فحذف الموصوف «فعلة» وحلت صفته «سيئة» محله .. فمن عفا عن ظالمه وأصلح ما بينه وبين عدوه من عداوة .. فحذف مفعول «أصلح» وهو «ما» وسمي جزاء السيئة جزاء للمشاكلة والازدواج ـ أي ازدواج الكلام ـ و «سيئة» الثانية بمعنى «قصاص» أو عقوبة وليست بمعنى : سيئة كالأولى بمعنى : وجزاء فعلة سيئة أو قبيحة عقوبة مماثلة لها وسمي بذلك لمشابهة الجريمة في الصورة أو الظاهر.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة مع ما بعدها في أبي بكر الصديق وقد شتمه بعض الأنصار فرد عليه ثم أمسك ومن صنوف المشاكلة والازدواج وهو من فصيح الكلام ورد الكثير منه في القرآن الكريم كما في الآية الكريمة المذكورة آنفا وكما في قوله تعالى في سورة «آل عمران» : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ) ونظيره قوله سبحانه في سورة «هود» : (فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ) أي نسخر منكم في المستقبل كما تسخرون منا الساعة وقيل : معناه : إن تستجهلونا فيما نصنع فإنا نستجهلكم فيما أنتم عليه من الكفر .. أي فأنتم أولى منا بالاستجهال سمى سخريتهم استجهالا لأن السخرية في مثل هذا المقام من باب السفه