** (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والخمسين .. أي إلا عن طريق الوحي بأن يخلق في قلبه ما يشاء إلقاءه إليه و «الوحي» كلام يدرك بسرعة وهو كلام خفي.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة حينما قال اليهود للنبي محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبيا كما كلمه موسى؟ فنزلت هذه الآية الكريمة وقال ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : لم ينظر موسى إلى الله تعالى. وقوله عزوجل : أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه : معناه : أو يرسل إليه رسولا من الملائكة ـ كجبريل ـ عليهالسلام ـ و «رسولا» منصوب بأن .. ومثله : القول : وتقر عيني .. قال سيبويه : التقدير : وأن تقر عيني .. وهذا البيت واحد من أبيات قصيدة الشاعرة ميسون بنت بحدل الكلبية زوجة معاوية بن أبي سفيان وأم ابنه يزيد وكانت بدوية الأصل فضاقت نفسها لما تسرى عليها فعذلها عن ذلك معاوية وقال لها : أنت في ملك عظيم وما تدرين قدره وكنت قبل اليوم في العباءة فقالت :
للبس عباءة وتقر عيني |
|
أحب إلي من لبس الشفوف |
وقبله :
وبيت تخفق الأرواح فيه |
|
أحب إلي من قصر منيف |
وبعده :
فما أبغي سوى وطني بديلا |
|
فحسبي ذاك من وطن شريف |
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاغُ وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ) (٤٨)
(فَإِنْ أَعْرَضُوا) : الفاء استئنافية. إن : حرف شرط جازم. أعرضوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة فعل الشرط في محل جزم بإن. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : فإن صدوا عنك. أي عن الإجابة.
(فَما أَرْسَلْناكَ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. ما : نافية لا عمل لها. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به.