الذكور. به : جار ومجرور متعلق باستعجلتم والهاء يعود على «ما» بمعنى : بل هو العذاب الذي عجلتم به .. وقيل يصح أن يكون هذا من قول الله تعالى لهم.
(رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ) : خبر مبتدأ محذوف تقديره : هي. أي هي ريح مرفوع بالضمة المنونة جملة «هي ريح» بدلا من «هو ما استعجلتم» على معنى : بل هو العذاب الذي استعجلتم به هي ريح أو يكون «هو» ضمير فصل أو عمادا لا محل له فتكون «ما» في محل رفع مبتدأ وخبره الجملة الاسمية «هي ريح» في محل رفع. فيها : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. عذاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة. أليم : صفة ـ نعت ـ لعذاب مرفوع مثله بالضمة المنونة والجملة الاسمية «فيها عذاب أليم» في محل رفع صفة ـ نعت ـ لريح.
** (قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثانية والعشرين : المعنى أجئتنا يا هود لتصرفنا عن عبادة آلهتنا؟ فحذف المضاف «عبادة» وحلت كلمة «آلهتنا» المضاف إليه محله.
** (قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللهِ وَأُبَلِّغُكُمْ ما أُرْسِلْتُ بِهِ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والعشرين .. المعنى : قال هود لهم : لا علم لي بوقت عذابكم وإنما حكمة ذلك وعلمه عند الله سبحانه وأبلغكم ما أرسلني به إليكم ولكني أراكم قوما جاهلين .. يقال : جهل ـ يجهل ـ الشيء جهلا .. من باب «فهم وسلم» والجهل : هو ضد العلم. وتجاهل : بمعنى : أرى من نفسه ذلك وليس به. والقول الكريم (وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ) ورد أيضا في سورة «هود» بمعنى : تتسافهون على المؤمنين وتدعونهم أراذل. قال الشاعر :
ألا لا يجهلن أحد علينا |
|
فنجهل فوق جهل الجاهلينا |
المعنى : لا يسفه أحد علينا فنسفه فوق سفه السفهاء. وقد سمى سبحانه سخريتهم في قوله في سورة هود : (فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ) استجهالا .. ونص الآية الكريمة هو (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّما مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَما تَسْخَرُونَ) أي سخر قوم نوح منه .. والكلمات : تسخروا .. تسخر .. تسخرون .. هي من صنوف المشاكلة والازدواج وهو من فصيح الكلام وورد الكثير منه في كتاب الله العظيم ومنه قوله في سورة «الشورى» : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) وقوله عزوجل في سورة «آل عمران» : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ) ونظيره قوله سبحانه في سورة «هود» آنفا .. المعنى : فإنا نسخر منكم في المستقبل كما تسخرون الساعة. وقيل : معناه : إن تستجهلونا فيما نصنع فإنا نستجهلكم فيما أنتم عليه من الكفر فأنتم أولى بالاستجهال منا سمى سخريتهم استجهالا لأن السخرية في مثل هذا المقام من باب السفه والجهل لأنها تعرض لسخط الله تعالى وعذابه وهو من