صرف عن محمد أو القرآن أو يصرف عن الدين أو الايمان صرفا أي صرفه الشيطان عن الهداية فصرف عن الايمان بالرسول والقرآن.
** (فَالْحامِلاتِ وِقْراً) : هذا القول الكريم. هو نص الآية الكريمة الثانية .. المعنى : فالسحب الحاملات أثقال الأمطار حملا أي الماء الذي تحمله السحب. يقال : وقرت الأذن ـ توقر ـ وقرا ـ بفتح الواو بمعنى : ثقل سمعها والفعل من بابي «وعد» و «تعب» وقرها الله وقرا من باب «وعد» فالفعل يستعمل لازما ومتعديا ومن الباب نفسه أي «وعد» يقال : وقر الرجل ـ يقر فهو وقور ـ فعول بمعنى فاعل ـ والمرأة وقور أيضا مثل : صبور وشكور ومن باب «وعد» أيضا يقال : وقر الرجل بمعنى : جلس بوقار ـ بفتح الواو ـ وهو الحلم والعظمة والرزانة ويأتي «الوقار» مصدرا للفعل «وقر» بضم القاف.
** (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (١٠) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ ساهُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآيتين الكريمتين العاشرة والحادية عشرة بمعنى : قتل الكذابون الذين هم غافلون في جهل يغمرهم. و «ساهون» أصله : ساهيون فحذفت الياء لسكونها وسكون الواو بعد حذف الضمة التي كانت على الياء للثقل وقال تعالى في سورة «الماعون» : (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) بمعنى : غافلون غير ملتفتين إليها. وقرأ ابن مسعود لاهون. والمراد بالماعون : الزكاة. ومن معانيه أيضا : المعروف .. المطر .. الماء. وكل ما ينتفع به وقامت لفظة «المصلين» مقام ضمير (الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ) في الآية الكريمة الأولى وهو مفرد إلا أن معناه الجمع لأن المراد به : الجنس. وقال تعالى : (عَنْ صَلاتِهِمْ) ولم يقل : «في صلاتهم» لأن معنى «عن» أنهم ساهون عن الصلاة سهو ترك لها وقلة التفات إليها وذلك فعل المنافق أو الفسقة أما «في صلاتهم» فمعناه : أن السهو يعتريهم فيها بوسوسة شيطان أو حديث نفس وذلك لا يكاد يخلو منه أحد. وقد أثبت الفقهاء باب سجود السهو في كتبهم. وعن أنس ـ رضي الله عنه ـ : الحمد لله على أن لم يقل : في صلاتهم. وقيل : الغلط في اللسان والنسيان في الجنان. أي في القلب. قالت العرب : قلما يخلو إنسان من نسيان وقلم من طغيان .. وكثيرا ما يصاب المرء في لحظة من اللحظات بالسهو أو النسيان وهذا بدوره يسبب لهم حرجا ويضعهم في مواقف لا يحسدون عليها إلا أن قلة من هؤلاء عند ما يمرون بهذه يعوضونها بتصرف مناسب ينقذهم من تلك الورطة وهو ما يسمى بسرعة البديهة.
** (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والعشرين المعنى : أسباب رزقكم وهو المطر لأنه سبب الأقوات وما توعدون به في العقبى بمعنى : ما ترزقونه في الدنيا وما توعدونه له كله مقدر مكتوب في السماء أو ما توعدون به من ثواب الجنة. عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «وتحاجت الجنة والنار ـ أي تخاصمتا ـ بلسان المقال أو الحال فقالت النار : أوثرت أي اختصصت ـ بالمتكبرين والمتجبرين ـ» المتكبر : المتعاظم بما ليس فيه والمتجبر : الممنوع الذي لا يوصل إليه أو الذي لا يكترث بأمر ضعفاء الناس وقالت الجنة : ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس «سموا بذلك لتواضعهم لربهم» قال الله تبارك وتعالى للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار : أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي .. ولكل واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله ـ أي قدمه ـ فتقول النار : قط قط قط ـ حسبي