مليم : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى وفرعون آت بما يلام عليه من كفره وعناده وإصراره على الإثم.
(وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) (٤١)
(وَفِي عادٍ) : الواو عاطفة. في عاد : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم وحذف المبتدأ المؤخر اختصارا لأن ما قبله في الآية الكريمة العشرين «وفي الارض آيات» يدل عليه لأن الجملة الاسمية «في عاد آيات» معطوفة عليها.
(إِذْ أَرْسَلْنا) : تعرب إعراب الآية الكريمة الثامنة والثلاثين «وفي موسى إذ أرسلناه» بمعنى وتركنا في عاد آية حين أرسلنا عليهم الريح.
(عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بأرسلنا. الريح : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. العقيم : صفة ـ نعت ـ للريح منصوبة مثلها بالفتحة أي الريح غير النافعة أو الريح التي أهلكتهم وقطعت دابرهم.
** (فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والثلاثين .. المعنى : فأعرض فرعون بجانبه الذي كان يتقوى به مع جنوده وقومه وقال : هو أي موسى ساحر أو مجنون .. يقال : ركن إليه ـ يركن ـ ركونا .. من باب «دخل» بمعنى : مال إليه وسكن. قال تعالى في سورة «هود» : (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) وجاء المضارع بفتح الكاف. وحكى أبو عمرو : «ركن» من باب «خضع» وهو على الجمع بين اللغتين أي البابين «دخل» و «خضع» وركن الشيء : جانبه الأقوى .. ويقال : يأوي إلى ركن شديد : أي إلى عز ومنعة.
** (ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والأربعين : بمعنى وما تدع ولا تبقي تلك الريح العقيم التي أهلكت قوم عاد وقطعت دابرهم شيئا أتت عليه إلا جعلته أي صيرته كالرماد .. مأخوذ من «الرم» يقال : رم العظم ـ يرم ـ رما ـ من باب «ضرب» إذا بلي وتفتت فهو رميم .. ويأتي الفعل «رم» متعديا بمعنى : أكل .. نحو : رمه : أي أكله .. وفي الحديث : «البقر ترم من كل شجر» و «الرمة» بضم الراء : هي قطعة من الحبل بالية وبها سمي «ذو الرمة» ومنه القول : دفع إليه الشيء برمته .. وأصله : أن رجلا دفع إلى رجل بعيرا بحبل في عنقه. فقيل ذلك لكل من دفع شيئا بجملته .. والرمة .. بكسر الراء : هي العظام البالية. ويقال عن العظام : رميم .. بدلا من «رميمة» لأن صيغة «فعيل» و «فعول» قد يستوي فيها المذكر والمؤنث والجمع مثل «رسول وعدو وصديق» ويؤيد ذلك قوله تعالى في سورة «يس» : (مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) صدق الله العظيم.