** (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والأربعين المعنى : ومن كل شيء من الكائنات الحية خلقنا ذكرا وأنثى أي اثنين لكل زوج. وعن الحسن : أي السماء والأرض والليل والنهار والشمس والقمر والبر والبحر والموت والحياة فعدد أشياء وقال : كل اثنين منها زوج. والله تعالى فرد لا مثل له. وأما قوله تعالى في سورة «طه» : (فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى) فيعني : أصنافا سميت بذلك لأنها مزدوجة ومقترنة بعضها مع بعض. و «شتى» جمع «شتيت» أي مفرق ومشتت. وأما تسميتهم الواحد بالزوج فمشروط بأن يكون معه آخر من جنسه. والرجل زوج المرأة وهي زوجه والجمع فيهما : أزواج. قال أبو حاتم : وأهل نجد يقولون في المرأة : زوجة بالهاء وأهل الحرم يتكلمون بها وعكس ابن السكيت فقال : وأهل الحجاز يقولون للمرأة : زوج ـ بغير هاء ـ وسائر العرب : زوجة بالهاء. وجمعها : زوجات. والفقهاء يقتصرون عليها في الاستعمال للإيضاح وخوف لبس الذكر بالأنثى إذ لو قيل : هذه تركة فيها زوج وابن لم يعلم أذكر هو أم أنثى؟
(ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) (٤٢)
(ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «الرياح». ما : نافية لا عمل لها. تذر : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي بمعنى : لا تدع ولا تترك ولا تبقي. من : حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. شيء : اسم مجرور لفظا منصوب محلا لأنه مفعول به للفعل «تذر».
(أَتَتْ عَلَيْهِ) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لشيء على اللفظ وفي محل نصب على الموضع ـ المحل ـ وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لاتصاله بتاء التأنيث الساكنة ولالتقاء الساكنين والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. عليه : جار ومجرور متعلق بأتت.
(إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) : حرف تحقيق بعد النفي. جعلت : تعرب إعراب «أتت» وعلامة بناء الفعل الفتحة الظاهرة على آخره والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ثان. الرميم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : إلا صيرته كالرماد ويجوز أن تكون الكاف حرف جر للتشبيه فيكون الجار والمجرور متعلقا بالمفعول الثاني.