(وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ) : الجملة الاسمية معطوفة بالواو على جملة «لنا أعمالنا». لكم : جار ومجرور متعلق بخبر مقدم. والميم علامة جمع الذكور. أعمال : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة وهو مضاف و «كم» أعرب في «بينكم».
(لا حُجَّةَ بَيْنَنا) : نافية للجنس تعمل عمل «إن». حجة : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» النافية للجنس محذوف وجوبا. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بخبر «لا» المحذوف و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
(وَبَيْنَكُمُ) : معطوف بالواو على «بيننا» ويعرب إعرابه و «كم» أعرب بمعنى لا مجال أو لا محل للخصومة بيننا وبينكم بعد ظهور الحق.
(اللهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا) : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يجمع : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بيننا : أعرب والظرف متعلق بيجمع. والجملة الفعلية «يجمع بيننا» في محل رفع خبر المبتدأ لفظ الجلالة .. بمعنى : يجمع بيننا يوم القيامة فيفصل بيننا.
(وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) : الواو عاطفة. إليه : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم. المصير : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة.
** (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة عشرة .. المعنى شرع لكم الله تعالى ما أمر به نوحا وشرع القرآن الذي أوحيناه إليك أي شرع من الدين دين نوح ومحمد وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى .. بمعنى وشرع لكم من بين نوح ومحمد من الأنبياء .. والفعل «وصى» بمعنى : أمر .. يقال : وصى توصية وأوصى إيصاء والاسم : الوصاية ـ بكسر الواو ـ وبفتحها لغة أيضا .. وفي السبعة «فمن خاف من موص» بضم الميم وتخفيف الصاد وبفتح الواو وتشديد الصاد وهو اسم فاعل. قال الفيومي : يقال : هو وصي .. فعيل بمعنى مفعول وجمعه : أوصياء .. ويقال : أوصيت إليه بمال : أي جعلته له وأوصيته بولده : بمعنى استعطفته عليه .. وأوصيته بالصلاة : أمرته بها وعليه قوله تعالى في سورة «الأنعام» : (ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وقوله في سورة «النساء» (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ) أي يأمركم .. وفي حديث خطب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فأوصى بتقوى الله .. معناه : فأمر .. فيعم الأمر بأي لفظ كان نحو : اتقوا الله وأطيعوا الله.