فاخراً ، وكنت أنا ممن تنعم ببركاتها ، ولهذا تراني تغيرت حالي ، وانقلبت إلى أحسن حال. فنهضت من منامي ، وكان الوقت قريباً من وقت أذان الصبح ، فترتبت أعمالي ، وذهبت إلى قبر أخي في مقبرة تخت فولاد المعروفة بها مدينة أصفهان وقرأت عليه الفاتحة وبعض سور القرآن ، وسألت عن القبر الجديد الذي كان بجوار أخي ، فقالوا : هذا قبر والدة حفار القبور ، فقلت : متى دفنت؟ قالوا : البارحة كانت أول ليلة لها ، ففهمت بأن التاريخ مطابق لما قاله أخي ، وذهبت بعد ذلك إلى مكان الحفار في تكية المرحوم آية الله آقا میرزا ابو المعالي ـ أستاذ المرحوم آية الله العظمی البروجردي ـ صاحب الكرامات العجيبة وكانت محاذية لقبر هذه المرأة المتوفاة ، فسلمت عليه ، وسألت عن أحواله وعن وفاة والدته ، فقال : دفنت ليلة أمس ، قلت : هل كانت تقيم مجالس تعزية للإمام الحسين عليهالسلام وهل كانت قارئة لمراثي شهيد كربلاء وهل انها تشرفت بزيارة مرقد أبي الأحرار الحسين بن علي عليهالسلام؟ قال : لا ، ثم قال : لماذا تسأل مثل هذه الأسئلة؟ فشرحت له رؤياي ، فقال : كانت قارئة لزيارة عاشوراء في كل يوم ، وكان في تكية آقا ميرزا أبو المعالي غرفة للحاج عبد الغفور يجتمع فيها مع أصدقائه عند ذهابه إلى تخت فولاد ، وفي أحد الأيام وبرفقة المرحوم السيد مصطفى فقيه إيماني والحاج الشيخ أمير آقا والحاج السيد حسين المهدوي الأردكاني ... ومجموعة من العلماء وكبارهم ، وائمة الجماعة في أصفهان ، وأصحاب الحاج عبد الغفور ذهبوا إلى تكية ميرزا أبو المعالي ، وعرَّفنا به حفّار القبور ، وأشار إلى قبر والدته وقال : والدة هذا الحفَّار التي زارها الإمام الحسين عليهالسلام وأعطى لباساً فاخراً لجميع الأموات الذين دفنوا حول قبرها.
ونقل العلامة الزاهد الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب (ره) في كتابه القصص العجيبة ما تعريبه:
نقل العلّامة الجليل سماحة الشيخ حسن فريد الكلبيكاني (وكان من الطبقة الأولى لعلماء طهران) عن أستاذه المرحوم آية الله الحاج الشيخ عبد الكريم اليزدي الحائري قدس سره أنه قال : عندما كنت في سامراء مشتغلاً