طرف بينه وبينه قريب من مائة ذراع ، وفي ليلة دفنها زارها أبو عبد الله الحسين عليهالسلام ثلاث مرات ، وفي المرة الثالثة أمر برفع العذاب من هذه المقبرة ، فصرت في نعمة وسعة ، وخفض عيش ودعة. فانتبه متحيراً ، ولم تكن له معرفة باسم الحداد ومحله ، فطلبه في سوق الحدادين ، ووجده ، فقال له: ألك زوجة؟ قال نعم ، توفيت بالأمس ودفنتها في المكان الفلاني .. وذكر الموضع الذي أشار إليه.
قال : فهل زارت أبا عبد الله عليهالسلام؟ قال : لا ، قال: فهل كانت تندب وتذكر مصائبه؟ قال : لا ، قال : فهل كان لها مجلس تُذكر فيه مصائبه؟ قال : لا ، فقال الرجل : وما تريد من السؤال؟ فقصَّ عليه رؤياه ، وقال : أريد أن أستكشف العلاقة بينها وبين الإمام عليهالسلام.
قال : كانت مواظبة على زيارة عاشوراء).
ولا يخفى أن السيد أحمد صاحب القضية من الصلحاء والأتقياء مواظباً على الطاعات والعبادات والزيارات وأداء الحقوق وطهارة اللباس والبدن من النجاسات المشبوهة ومعروفاً بالورع والسداد عند أهل البلد ، ويأتيه نوادر الألطاف في كل زيارة ليس هنا مقام ذكرها.
ونقل قريباً من هذه القصة عن السيد حسين النظام ديني الأصفهاني وكان من أجلّة العلماء قال:
كنت في أحد الأيام في منزل الحاج عبد النفور وكان من الملازمين والمحبين لآية الله الحاج محمد تقي الفقيه الأحمدآبادي مؤلف كتاب (مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم عليهالسلام) فقال أحد أصدقائه المعروف بالحاج السيد يحيي الملقب بـ(بنبه كار) توفي أخي منذ فترة ورأيته في المنام بهيئة حسنة ، وعليه لباس جید وفاخر مما أثار تعجّبي ، فقلت له : يا أخي من هو الذي خدعته في تلك الدنيا؟ قال : ما خدعت أحداً ، وما كنت أهلاً لهذه الحال التي انا فيها ، قلت : أنا أعرفك جيداً ، وهذا اللباس والمكان ليس من شأنك؟ قال : نعم ، ولكن في الأمس كانت ليلة دفن والدة حفار القبور ، وقد حضر سيد الشهداء عليهالسلام لزيارتها ، فأمر الإمام عليهالسلام فأعطوا كل من كان مجاوراً لقبر هذه المرأة الصالحة لباساً