الطرق الأخرى المصححة للزيارة
فضلاً عن كل ما ذكرناه من البحث والحديث عن أحوال الأسانيد وأنها معتبرة ألأعم من الصحيح والحسن فإنّ هناك طرق اُخرى لإثبات صدورها عن المعصوم عليهالسلام ، ومن تلك الطرق :
١ ـ إن الزيارة مذكورة في أصلين مهمين أولهما : «كامل الزیارات ، الذي أصرّ مؤلفه على التدقيق بكل ما بسجله فيه تدقيقاً مهماً حتى قال : (فأشغلت الفكر فيه وصرفت الهمّ إليه وسألت الله تبارك وتعالى العون عليه حتی أخرجته وجمعته عن الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين من أحاديثهم ولم او خرج حديثاً روي عن غيرهم إذا كان فيما روينا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم كفاية عن حديث غيرهم وقد علمنا إنّا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعنى ولا في غيره لكن ما وقع لنا من جهة الثقات من أصحابنا رحمهم الله برحمته ولا أخرجت فيه حديثاً روی عن الشذاذ من الرجال يؤثر ذلك عنهم عن المذكورين غير المعروفين بالرواية المشهورين بالحديث والعلم) (١).
ويكفيك تيقناً ما قاله النجاشي في الشيخ جعفر بن قولویه : (من ثقات أصحابنا أجلائهم في الحديث والفقه روی عن أبيه وأخيه عن سعد ، وقال : ما سمعت عن سعدٍ إلا أربعة أحاديث. وعليه قرء شيخنا أبو عبد الله الفقه ومنه حمل وكلما يوصف به الناس من جميل وثقة وفقه فهو فوقه) (٢).
وأما الكتاب الثاني فهو «مصباح المتهجد» فيكفي لبيان أهميته أن الشيخ لم يؤلفه ككتب الفقه من أجل النظر فيها ، بل كتبه للعمل بما فيه ، حيث قال في مقدمته : (وأسوق ذلك سياقة يقتضيه العمل وذكر ما لا بد منه من مسائل الفقه فيه دون بسط الكلام في مسائل الفقه وتفريع المسائل عليها ، فإن كتبنا المعمولة في الفقه والأحكام تتضمن ذلك على وجه لا مزيد عليه كالمبسوط والنهاية والجمل والعقود ومسائل الخلاف وغير ذلك ، والمقصود من هذا
__________________
(١) كامل الزيارات / ص ٤.
(٢) رجال النجاشي / ص ١٢٣ / تحت رقم ٣١٨ / ط ، جامعة المدرسين قم.