البحث في السند الأول للشيخ الطوسي
أما السند الأول للشيخ الطوسي فيقع الحديث فيه أولاً عن طريق الشيخ إلى محمد بن إسماعيل بن بزیع .. ويصحح بمنهجين :
المنهج الأول : ما ذكره بعض المحققين (١) بعدم الفائدة من البحث عن الطريق وذلك لأنه على فرض ضعف الطريق فإنه لا يضرّ لمثل هذا المورد ، وذلك لأن الشيخ ينقل مباشرة من نفس الكتاب ؛ وما ذكره سنده إلى محمد بن إسماعيل في الفهرست إلا للتبرك أو لمحض إيجاد اتصال السند أو لغرض صحيح يقع بهذا المستوی.
ولكن يؤاخذ عليه : إنما يصع هذا فيما لو تمَّ القول بان الأصول كانت متواترة عند المحمدين الثلاثة. وهذه الدعوى تحتاج إلى دليل. خصوصاً أن المحمدين الثلاثة قد ذكروا أسانيدهم إلى أصحاب الكتب مما يشمّ منه عدم تواتر تلك الكتب لذلك احتاجوا إلى ذكر السند.
ثم إن مجرد وجود الكتاب عندهم لا ينفع لتصحيح طريقه كما هو معلوم. بل لا بد من حصول المعلم بأن هذا الكتاب هو نفسه الكتاب الأصل الذي روی عنه. فمثلاً حينما يقال إن لمحمد بن إسماعيل بن بزیع کتاب ، ووجد كتاب منسوب إليه فلا تصح رواية هذا الكتاب عن صاحبه بدون أن يصح الطريق الموصل إليه.
وإذا قيل : فكيف نعمل بالكتب الأربعة وغيرها من مصنفات أصحابنا بدون الحاجة إلى اتصال السند كما هو رأي المشهور بل الأشهر بل قد يقال بما لا يوجد له مخالف.
يقال : إن الكتب الأربعة وغيرها من مصنفات أصحابنا إنما هي متواترة النسبة إلى أصحابنا جيلاً بعد جيل. نعم الكلام في حجية نُسَخ البدل فيها ، فقد يقال بعدم تواترها فتبقى محتاجة للدليل. وأما الأصول الأربعمائه فإنها
__________________
(١) الشيخ أبو الفضل الطهراني في كتابه : شفاء الصدور في شرح زیارة العاشور / ج / ص ٦٤ / الطبعة الحديثة. (وهو من أجلّه تلاميذ الميرزا حبیب الله الرشتي والمجدد الشيرازي (ره) ومن أجلة تلاميذ الشيخ الأنصاري صاحب كتاب الرسائل والمكاسب).