الميرزا الشيرازي مجلس عزاء في بيته في كربلاء أيام العشرة الأولى من محرم ، وإذا كان يوم العاشر ذهب هو والعلماء والطلاب إلى حرم سيد الشهداء عليهالسلام وحرم أبي الفضل العباس عليهالسلام معزين.
وكانت من عادة الميرزا في تلك الأيام أنه يقرأ في كل يوم زيارة عاشوراء في غرفته وبعد ذلك بنزل ويحضر في مجلس العزاء. وفي يوم كنت حاضراً في المجلس قبل مجيء الموسم ونجاة نزل الميرزا من درج الغرفة إلى تحت وهو في حالة غير عادية مضطرباً ويأن ، ودخل المجلس وقال : لا بد أن تتحدثوا هذا اليوم عن مصيبة عطش سيد الشهداء عليهالسلام وتقيموا العزاء على هذه المصيبة ، فتغيرت حالات جميع حضار المجلس بحيث اُغمي على بعضهم. وبعد ذلك قام الجميع مع الميرزا رحم على تلك الحال وذهبوا إلى الصَّحن الشريف وتشرفوا بزيارة الحرم المقدس. وكأنما الميرزا كان مأموراً بتذكيره ذلك.
ثم قال السيد دستغیب : بالجملة فإن كل من يزور زيارة عاشوراء مرة في اليوم ، أو لمدة عشرة أيام ، أو لأربعين يوماً على نحو التوسل والاستشفاع بسيد الشهداء عليهالسلام لا بقصد الورود عن المعصوم فإن عمله هذا صحيح وسوف يؤثر حتماً بحصول مقصوده. وقد نال ناس كثيرون لا يعدُّون مقاصدهم من هذا الطريق (١).
كما نقل السيد دستغيب عن الفقبه الزاهد العالم المرحوم الشيخ جواد بن الشيخ مشكور من أجلّة العلماء وفقهاء النجف الأشرف وكان مرجع تقليد لجماعة من شيعة العراق ومن أئمة الجماعة في الصحن المطهر وقد توفي في سنة ١٣٣٧ عن عُمر ناهز التسعين سنة ، ودفن في جوار أبيه في إحدى حجرات الصحن المطهر.
رأی هذا المرحوم في ليلة ٢٦ صفر ١٣٣٦ بالنجف الأشرف في عالم الرؤيا عزرائيل ملك الموت ، وقد سأله بعد السلام عليه : من أين مجيئك ، فقال : من شيراز وقد قبضت روح الميرزا إبراهيم المحلاتي ، فسأله الشيخ : في
__________________
(١) داستانهاي شگفت / ص ٣٢٤ ، وكان التعريف بتصرف يسير حفظاً منا على بقاء أصل المعنى.