أية درجة روحه في البرزخ؟ فقال : في أحسن الحالات وفي أفضل بساتين عالم البرزخ وقد أوكل الله تعالى به ألف ملك يلبّون أمره. قلت : بأي عمل من الأعمال وصل إلى هذا المقام؟ ألأجل مقامه العلمي وتدريسه وتربيته الطلاب؟ قال: لا. فقلت : فلأجل صلاته الجماعة وإيصاله الأحكام إلى الناس؟ فقال : لا. فقلت : فلأجل أي شيء؟ قال : لقرائته زيارة عاشوراء (وقد كان المرحوم الميرزا المحلاتي لم يترك زيارة عاشوراء في الثلاثين سنة الأخيرة من عمره. وكان ينيب عنه من يقرأها في أيام مرضه وكل أمر يعوقه عن قرائتها).
وعندما استيقظ الشيخ المرحوم من النوم ، وذهب في اليوم الثاني إلى منزل آية الله الميرزا محمد تقي الشيرازي ، وبعد أن حكى له منامه .. بكى المرحوم الميرزا محمد تقي. فسال عن سبب بكائه ، قال: لقد ارتحل الميرزا المحلاتي من الدنيا وكان عماداً للفقه. فقالوا له : إن ما رآه الشيخ كان حلماً ، وقد لا يكون هذا الحلم صادقاً ، فقال الميرزا : نعم إنه حلم. ولكنه حلم الشيخ مشكور وليس حلم شخص عادي. وفي اليوم التالي وصلت برقية من شیراز إلى النجف الأشرف تخبر بوفاة الميرزا المحلاتي واتضح حينها صدق رؤيا الشيخ المرحوم.
وقد سمع هذه الحكاية جماعة من فضلاء النجف الأشرف مباشرة من المرحوم آية الله السيد عبد الهادي الشيرازي وكان حينها موجوداً في بيت المرحوم محمد تقي حينما جاء الشيخ المرحوم ونقل منامه وقد سمع هذه الحكاية العالم الجليل الحاج صدر الدين المحلاتي حفيد ذلك المرحوم عن الشيخ مشكور (١).
__________________
(١) داستانهاي شگفت / ص ٢٤٣ ـ ٢٤٤.