بل في مجمع الرجال للقهبائي صريح عبارة العلّامة في الخلاصة. وقد نسبها بعينها إلى أبي الغضائري حيث قال : ((غض) صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي رنيحة (كذا) مولی رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسلم روى عن أبي عبد الله عليهالسلام غال كذاب لا يلتفت إليه) (١).
والحق إن كتاب الغضائري لا يصلح معارضاً بل لا يعتمد عليه أصلاً لعدم ثبوت إن الذي كان عند العلّامة والقهبائي هو نفس كتاب إبن الغضائري ، بل المقطوع به أنه محرّف ، فضلاً عن الإرسال فيه فإنه لم يكن موجوداً عند من سبق العلّامة ولم يرووا عنه. ومع ذلك فإن الدعوى المنسوبة إلى إبن الغضائري هي خلاف الواقع لأمرين :
أولهما لو كانت النسبة صحيحة لأشار إليها النجاشي. وقد سبق أن بيّنا التزام النجاشي بذكر القدح إن وجد. ومع عدم ذكره يلزم عدم وجود مثل ذلك القدح.
وثانيهما : بإستقراء الأخبار التي رواها تنتفي تهمة الغلو ، لعدم وجوده فيها. ولذلك قال الوحيد في تعليقته على ما في رجال الشيخ أبي علي : (إن ظاهر جش (النجاشي) عدم صحة ما نسب إليه ، سيما من قوله : له كتاب يرويه جماعة. وروايته في كتب الأخبار صريحة في خلاف الغلو) (٢).
ويبقى أخيراً ما ذكره المرحوم التستري في قاموسه عندما ردّ على صاحب التنقيح العلّامة المامقاني (والفهرست ورجال الشيخ في أصحاب الكاظم ـ عليهالسلام ـ بلفظ «صالح بن عقبة» فمن أين المراد بن هذا؟ ومن أين ليس مرادهما صالح بن عقبة بن خالد الأسدي ـ المتقدم ـ؟ وكون طريق الفهرست محمد بن إسماعيل أعمّ ، وإن كان النجاشي قال في ذا : يروي كتابه محمد بن إسماعيل) (٣).
__________________
(١) مجمع الرجال / القهبائي / ج ٣ / ص ٢٠٦.
(٢) منتهی المقال / ج ٤ / ص ١٦.
(٣) قاموس الرجال / الشيخ محمد تقي التستري / ص ٤٦٥ / ط ، جامعة المدرسين قم ١٤١٤ هـ ق.