أبو عبد الله عليهالسلام فقال : يا مالك ، أنتم والله شيعتنا حقاً ، لا ترى إنك أفرطت في الفول في فضلنا ، يا مالك إنه ليس بقدر على صفة الله ، وكنه قدرته ، وعظمته ، ولله المثل الأعلى ، وكذلك لا يقدر أحد أن يصف حق المؤمن ، ويقوم به کما أوجب الله له على أخيه المؤمن ، يا مالك : إن المؤمنين ليلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه فلا يزال الله ينظر إليهما بالمحبة والمغفرة ، وإنّ الذنوب لتتحات عن وجوههما حتى يفترقا ، فمن يقدر على صفة هو هكذا عند الله تعالى (١).
وروى أيضاً عن مالك الجهني ، قال : كنا بالمدينة حين أجلبت الشيعة وصاروا فرقاً ، فتنحينا عن المدينة ناحية ، ثم خلونا ، فجعلنا نذكر فضائلهم وما قالت الشيعة ، إلى أن خطر ببالنا الربوبية ، فما شعرنا بشيء إذا نحن بأبي عبد الله واقفاً على حمار ، فلم ندر من أين جاء ، فقال يا مالك ويا خالد ، متى أحدثتما الكلام في الريوبية؟ فقلنا : ما خطر ببالنا إلا الساعة ، فقال : إعلما إن لنا رباً يكلؤنا بالليل والنهار نعیده ، يا مالك ويا خالد ، قولوا فينا ما شئتم واجعلونا مخلوقين ، فكررها علينا مراراً وهو واقف على حماره (٢).
وروى محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن يحيى الحلبي ، عن مالك الجهني ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام: يا مالك أنتم شيعا ألا ترى أنك تفرط في أمرنا؟ إنه لا يقدر على صفة الله ، فكما لا يقدر على صفة الله كذللك لا يقدر على صفتنا ، وكما لا يقدر على صفتنا كذلك لا يقدر على صفة المؤمن ، إن المؤمن ليلقى المؤمن فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق عن الشجر حتى يفترقا ، فكيف يقدر على صفة من هو كذلك (٣).
ثم إنه وقع في إسناد كامل الزيارات فقد روى عنه حنان بن سدير ، وروی هو عن الإمام الصادق عليهالسلام (٤). وهو صحيح طبق مبنی تصحيح من وقع في طريقه.
__________________
(١) كشف الغمة / ج ٢ / ص ١٩٣ / (في معاجز الإمام أبي عبد الله الصادق عليهالسلام).
(٢) كشف الغمة / ج ٢ / ص ١٩٧ ـ ١٩٨ / (في معجزات الإمام الصادق عليهالسلام).
(٣)الكافي / ج ٢ / ص ١٨٠ / كتاب الإيمان والكفر / باب المصافحة / ح ٦.
(٤) كامل الزيارات / ص / باب ٢٧/ ح ١٥.