وحينئذٍ فإن الكلام المتقدم في السند الأول يأتي هنا في السند الثاني.
المقام الثاني : في أحوال بافي رجال السند.
وأما محمد بن إسماعيل وصالح بن عقبة فقد تقدم الكلام عنهما في الأسانيد السابقة.
يبقى مالك الجهني : عدّه الشيخ في أصحاب الباقر عليهالسلام (١) وفي أصحاب الصادق عليهالسلام (٢) وقال : (الكوفي مات في حياة أبي عبد الله عليهالسلام).
وإستدل على وثاقته بكونه من أصحاب الإمامين الباقر والصادق علیهماالسلامبالإضافة إلى رواية أصحاب الإجماع والشيوخ عنه كإبن مسكان وإبن أبي عمير ويونس. بالإضافة إلى عدة روايات رويت عنه إن مع الإستدلال بها فلا إشكال بصحة الرجل بل وعدالته ، ولكن الإشكال قائم بكونه واقع بنفسه في السند مما يلزم الدور.
وهنالك وجه لحل الدور ، وهو أن الرواية التي رواها في كشف الغمة تدل بلا أدنى إشكال على عقيدة محبة للرجل لا تكون إلا عند خلّص شيعتهم الذين هم فوق صفة الوثاقة الموصوف بها ممن وقع بأسانیدها من غيرنا منم لا يستحق عنوان العدالة ولسنا هنا في تأسيس هذا المطلب المهم وإنما أشرنا إليه نحسب على أن يتم تأصيله في محله إن شاء الله تعالی.
روى الأربلي عن مالك الجهني قال : كنت قاعداً عند أبي جعفر عليهالسلام فنظرت إليه وجعلت افكر في نفسي وأقول : لقد عظّمك الله وكرّمك وجعلك حجة على خلقه. فألتفت إليّ وقال : يا مالك الأمر أعظم مما تذهب إليه (٣).
وروى أيضاً عن مالك الجهني ، قال : إني يوماً عند أبي عبد الله عليهالسلام جالس وأنا او حدّث نفسي بفضل الأئمة من أهل البيت ، إذ أقبل عليّ
__________________
(١) رجال الشيخ / ص ١٣٥ تحت رقم ١١.
(٢) رجال الشيخ / ص ٣٠٨ تحت رقم ٤٥٦.
(٣) كشف الغمة / ج ٢ / ص ١٤٠ / (في معاجز الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام).