آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) (١٤)
وقوله سبحانه : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ...) الآية : اختلف في قوله : «الإنسان» فقال قتادة وغيره [أراد آدم ـ عليهالسلام ـ ؛ لأنه استلّ من الطين (١).
وقال ابن عباس وغيره] (٢) : المراد ابن آدم (٣) ، والقرار المكين من المرأة : هو موضع الولد ، والمكين : المتمكّن ، والعلقة : الدّم الغليظ ، والمضغة : بضعة اللحم قدر ما يمضغ ، واختلف النّاس في الخلق الآخر ، فقال ابن عباس (٤) وغيره : هو نفخ الروح فيه.
وقال ابن عباس (٥) أيضا : هو خروجه إلى الدنيا.
وقال أيضا (٦) : تصرّفه في أمور الدنيا ، وقيل : هو نبات شعره.
قال ع (٧) : وهذا التخصيص كلّه لا وجه له ، وإنما هو عامّ في هذا وغيره : من وجوه النطق ، والإدراك ، وحسن المحاولة ، و (فَتَبارَكَ) مطاوع بارك ، فكأنها بمنزلة تعالى وتقدّس من معنى البركة.
وقوله : (أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) معناه : الصانعين : يقال لمن صنع شيئا : خلقه ، وذهب بعض الناس إلى نفي هذه اللفظة عن الناس ؛ فقال ابن جريج (٨) : إنّما قال : (الْخالِقِينَ) ؛ لأنّه تعالى أذن لعيسى في أن يخلق ، واضطرب بعضهم في ذلك.
__________________
(١) أخرجه الطبريّ (٩ / ٢٠٢) (٢٥٤٥٢) ، وذكره ابن عطية (٤ / ١٣٧) ، وابن كثير في «تفسيره» (٣ / ٢٤٠) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ١٠) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن قتادة.
(٢) سقط في ج.
(٣) أخرجه الطبريّ (٩ / ٢٠٢) (٢٥٤٥٤) بمعناه كما ذكره الطبريّ ، والبغوي (٣ / ٣٠٤) ، وابن عطية (٤ / ١٣٧) ، وابن كثير في «تفسيره» (٣ / ٢٤٠) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ١٠) ، وعزاه لابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس.
(٤) أخرجه الطبريّ (٩ / ٢٠٤) (٢٥٤٥٧) ، وذكره البغوي (٣ / ٣٠٤) ، وابن عطية (٤ / ١٣٨) ، وابن كثير في «تفسيره» (٣ / ٢٤١) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ١١) ، وعزاه لابن أبي حاتم عن ابن عباس.
(٥) أخرجه الطبريّ (٩ / ٢٠٤) (٢٥٤٦٦) ، وذكره البغوي (٣ / ٣٠٤) بنحوه ، وابن عطية (٤ / ١٣٨) ، وابن كثير في «تفسيره» (٣ / ٢٤١)
(٦) أخرجه الطبريّ (٩ / ٢٠٤) (٢٥٤٦٦) ، وذكره البغوي (٣ / ٣٠٤) ، وابن عطية (٤ / ١٣٨) ، وابن كثير في «تفسيره» (٣ / ٢٤١)
(٧) ينظر : «المحرر الوجيز» (٤ / ١٣٨)
(٨) أخرجه الطبريّ (٩ / ٢٠٥) (٢٥٤٧٣) ، وذكره البغوي (٣ / ٣٠٤) ، وابن عطية (٤ / ١٣٨) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ١٢) ، وعزاه لابن جرير عن ابن جريج.