بسم الله الرحمن الرحيم
صلّى الله على سيّدنا ومولانا محمّد وعلى آله
تفسير «سورة السجدة»
وهي مكّيّة غير ثلاث آيات نزلت بالمدينة
وهي قوله تعالى : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً) إلى تمام ثلاث آيات.
(الم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣) اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ) (٤)
قال جابر : ما كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينام حتى يقرأ : (الم) السجدة ، و (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ). و (تَنْزِيلُ) يصح أن يرتفع بالابتداء ، والخبر : (لا رَيْبَ) ، ويصحّ أن يرتفع على أنه خبر مبتدإ محذوف ، أي : ذلك تنزيل ، والريب : الشك ، وكذلك هو في كل القرآن إلا قوله (رَيْبَ الْمَنُونِ) [الطور : ٣٠].
وقوله : (أَمْ يَقُولُونَ) إضراب ؛ كأنّه قال : بل أيقولون : ثم ردّ على مقالتهم وأخبر أنّه الحقّ من عند الله.
وقوله سبحانه : (ما أَتاهُمْ) أي : لم يباشرهم ولا رأوه هم ولا آباؤهم العرب.
وقوله تعالى : (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) [فاطر : ٢٤] يعم من بوشر من النذر ومن سمع به ، فالعرب من الأمم التي خلت فيها النذر على هذا الوجه ، لأنها علمت بإبراهيم وبنيه ، وبدعوتهم ، ولم يأتهم نذير مباشر لهم سوى محمد صلىاللهعليهوسلم.
وقال ابن عباس ومقاتل (١) : المعنى : لم يأتهم نذير في الفترة بين عيسى ونبينا محمد صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) ذكره البغوي (٣ / ٤٩٧) ، وابن عطية (٤ / ٣٥٧)