تفسير سورة طه
بسم الله الرحمن الرحيم
وهي مكيّة
قوله سبحانه وتعالى : (طه (١) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (٢) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (٣) تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (٤) الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (٥) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (٦) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (٧) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٨) قوله سحانه وتعالى : (طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) قيل : طه : اسم من أسماء نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوسلم وقيل : معناه : يا رجل ؛ بالسّريانيّة ، وقيل : بغيرها من لغات العجم.
قال البخاري : قال ابن جبير : (طه) : يا رجل ، بالنّبطيّة (١) انتهى.
وقيل (٢) : إنها لغة يمانية في «عكّ» ؛ وأنشد الطبريّ (٣) في ذلك : [الطويل]
دعوت ب «طه» في القتال فلم يجب |
|
فخفت عليه أن يكون موائلا (٤) |
وقال آخر : [البسيط]
إنّ السفاهة (٥) ـ طه ـ من خلائقكم |
|
لا بارك الله في القوم الملاعين (٦) |
وقالت فرقة من العلماء : سبب نزول هذه الآية أن قريشا لما نظرت إلى عيش النبي صلىاللهعليهوسلم وشظفه وكثرة عبادته ؛ قالت : إن محمدا مع ربّه في شقاء ، فنزلت الآية رادّة عليهم (٧).
__________________
(١) أخرجه الطبريّ (٨ / ٣٨٩) برقم (٢٣٩٨٨) بلفظ : «يا رجل كلمة بالنبطية» ، وذكره ابن كثير (٣ / ١٤١)
(٢) في ب ، ج : وحكى.
(٣) ينظر : «الطبريّ» (١٦ / ١٣٦)
(٤) البيت لمتمم بن نويرة ، و «الموئل» ؛ الملجأ ، وموائل منه : طالب النجاة ، وهو اسم فاعل «واءل» أي : بادر ، والشاهد في قوله : «طه» على أنها بمعنى «يا رجل». ينظر البيت في : «تفسير الطبريّ» (١٦ / ١٣٦) ، وفيه «صفت بطه» ، و «روح المعاني» (١٦ / ١٤٨)
(٥) في ج ، ب : الشفاعة.
(٦) والاستشهاد به كالاستشهاد بالبيت السابق ـ ينظر البيت في «حاشية الشهاب» (٦ / ١٧٨) ، و «الطبريّ» (٨ / ٣٩٠) ، و «مجمع البيان» (٤ / ٢) ، و «الفخر الرازي» (٢٢ / ٤) ، و «البحر المحيط» (٦ / ٢١٢) ، و «الدر المصون» (٥ / ٣)
(٧) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٥١٦) عن الربيع بن أنس ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم.