تفسير سورة المؤمنين
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) (٤)
قوله سبحانه : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) أخبر الله سبحانه عن فلاح المؤمنين ، وأنهم نالوا البغية ، وأحرزوا البقاء الدائم.
قلت : وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : «كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا نزل عليه الوحي ، يسمع عند وجهه صلىاللهعليهوسلم دويّ كدويّ النحل ، فأنزل عليه يوما ، فمكثنا ساعة ، وسرّي عنه ، فاستقبل القبلة ، ورفع يديه ، فقال : اللهمّ ، زدنا ولا تنقصنا ، وأكرمنا ولا تهنّا ، وأعطنا ولا تحرمنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا ، وأرضنا وأرض عنّا» ، ثمّ قال : «أنزلت عليّ عشر آيات من أقامهنّ دخل الجنّة» ، ثمّ قرأ : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) حتى ختم عشر آيات (١) ؛ رواه الترمذي واللفظ له والنسائيّ والحاكم في «المستدرك» ، وقال : صحيح الإسناد ، انتهى من «سلاح المؤمن».
قلت : وقد نصّ بعض أئمتنا على وجوب الخشوع في الصلاة ، قال الغزاليّ
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٥ / ٣٢٦) كتاب التفسير : باب ومن سورة المؤمنين ، حديث (٣١٧٣) ، والنسائي في «الكبرى» (١ / ٤٥٠) كتاب الوتر : باب رفع اليدين في الدعاء ، حديث (١٤٣٩) ، وأحمد (١ / ٣٤) ، والحاكم (٢ / ٣٩٢) ، وعبد الرزاق (٦٠٣٨) ، والعقيلي في «الضعفاء» (٤ / ٤٦٠) كلهم من طريق يونس بن سليم قال : أملى علي يونس بن يزيد عن الزهري عن عروة عن عبد الرحمن بن عبد القارئ عن عمر بن الخطاب به.
وقال النسائي : هذا حديث منكر ، لا نعلم أحدا رواه غير يونس بن سليم ، ويونس بن سليم لا نعرفه.
وقال العقيلي في ترجمة يونس : لا يتابع على حديثه هذا ولا يعرف إلا به.
والحديث ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٤) ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر ، والبيهقي في «الدلائل» ، والضياء في «المختارة».