وقال ابن زيد : يعطى بالحسنة الواحدة عشرا (١).
قال ع (٢) : والسيئة التي في هذه الآية هي الكفر والمعاصي. فيمن حتّم الله عليه من أهل المشيئة بدخول النار.
(إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٩١) وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ (٩٢) وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آياتِهِ فَتَعْرِفُونَها وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (٩٣)
وقوله : (إِنَّما أُمِرْتُ) المعنى : قل يا محمد لقومك : إنما أمرت أن أعبد ربّ هذه البلدة ، يعني : مكة ، (وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ) معناه : تابع في قراءتك ، أي : بين آياته واسرد.
قال ص : (وَأَنْ أَتْلُوَا) معطوف على «أن أكون».
وقرأ عبد الله (٣) : «وأن اتل» بغير واو وقوله : (وَمَنْ ضَلَ) جوابه محذوف يدلّ عليه ما قبله ، أي : فوبال ضلاله عليه ، أو يكون الجواب : فقل ، ويقدّر ضمير عائد من الجواب على الشرط ؛ لأنه اسم غير ظرف ، أي : من المنذرين له ، انتهى. وتلاوة القرآن سبب الاهتداء إلى كل خير.
وقوله تعالى : (سَيُرِيكُمْ آياتِهِ) توعّد بعذاب الدّنيا كبدر ونحوه ، وبعذاب الآخرة.
(وَما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) فيه وعيد.
__________________
(١) أخرجه الطبريّ (١٠ / ٢٣) رقم (٢٧١٥١) ، وذكره ابن عطية (٤ / ٢٧٣)
(٢) ينظر : «المحرر» (٤ / ٢٧٤)
(٣) ينظر : «الشواذ» ص ١١٢ ، و «الكشاف» (٣ / ٣٨٩) ، و «المحرر الوجيز» (٤ / ٢٧٤) ، و «البحر المحيط» (٧ / ٩٦) ، و «الدر المصون» (٥ / ٣٣٠)