العزّة ، أي : به ، وعن أوامره ، لا تنال عزّته إلّا بطاعته ، ونحا إليه (١) قتادة.
وقوله تعالى : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) أي : التوحيد ، والتحميد ، وذكر الله ونحوه.
وقوله تعالى : (وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) قيل : المعنى ؛ يرفعه الله ، وهذا أرجح الأقوال.
وقال ابن عباس (٢) وغيره : إن العمل الصالح هو الرافع للكلم ، وهذا التأويل إنما يستقيم بأن يتأوّل على معنى أنه يزيد في رفعه وحسن موقعه.
ت : وعن ابن مسعود ؛ قال : «إذا حدّثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك في كتاب الله سبحانه : «إن العبد إذا قال : «سبحان الله والحمد لله والله أكبر وتبارك الله» قبض عليهن ملك ؛ فضمّهن تحت جناحه ؛ وصعد بهن لا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجاء بهن وجه الرحمن سبحانه. ثم تلا عبد الله بن مسعود : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)» (٣). رواه الحاكم في «المستدرك» وقال : صحيح الإسناد : انتهى من «السلاح». و (يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ) أي : المكرات السيئات. و (يَبُورُ) معناه : يفسد ويبقى لا نفع فيه.
(وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (١١) وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (١٣) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا
__________________
(١) أخرجه الطبريّ (١٠ / ٣٩٨) (٢٨٩٣٦) ، وذكره البغوي (٣ / ٥٦٦) ، وذكره ابن عطية (٤ / ٤٢٩) ، وابن كثير في «تفسيره» (٣ / ٥٤٩)
(٢) أخرجه الطبريّ (١٠ / ٣٩٩) (٢٨٩٤٠) ، وذكره البغوي (٣ / ٥٦٦) ، وابن عطية (٤ / ٤٣١) ، وابن كثير في «تفسيره» (٣ / ٥٤٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٤٦٢) ، وعزاه لابن المبارك ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه.
(٣) أخرجه الطبريّ (١٠ / ٣٩٨) (٢٨٩٣٧) ، وذكره البغوي (٤ / ٥٦٦) ، وابن كثير في «تفسيره» (٣ / ٥٤٩) ، والسيوطي في «الدر المنثور» (٥ / ٤٦٢) ، وعزاه لعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والطبراني ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» عن ابن مسعود رضي الله عنه.