فقد بيّن لك صلىاللهعليهوسلم ما تحتمله الآية ، والله الموفّق بفضله ؛ وهكذا استدل ابن العربي هنا بالحديث (١) ، ولفظه : وقد روى مالك وغيره : أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «من نام عن صلاة أو نسيها ، فليصلّها إذا ذكرها ؛ فإنّ الله تعالى يقول : أقم الصلاة لذكري» (٢). انتهى من «الأحكام». وقرأت فرقة : «للذّكرى» ، وقرأت (٣) فرقة : «للذّكر» ، وقرأت فرقة : «لذكرى» (٤) بغير تعريف.
(إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (١٥) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى (١٦) وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (١٧) قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (١٨) قالَ أَلْقِها يا مُوسى (١٩) فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى (٢٠) قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى (٢١) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى (٢٢) لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى (٢٣) اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (٢٤) قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (٢٥) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (٢٦) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي (٢٨) وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (٢٩) هارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (٣٣) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (٣٤) إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً (٣٥) قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) (٣٦)
وقوله تعالى : (إِنَّ السَّاعَةَ) : يريد (٥) : القيامة آتية ، فيه تحذير ووعيد.
وقرأ ابن كثير ، وعاصم : «أكاد أخفيها» ـ بفتح الهمزة ـ بمعنى : أظهرها ، أي : إنها من تيقّن وقوعها تكاد تظهر ، لكن تنحجب إلى الأجل المعلوم ، والعرب تقول : خفيت الشيء بمعنى : أظهرته.
__________________
ـ صلاة أو نسيها (٤٤٢) ، وأبو عوانة (١ / ٣٨٥) ، والدارمي (١ / ٢٨٠) ، وابن خزيمة (٢ / ٩٧) رقم (٩٩٣) ، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (١ / ٤٦٥) ، وفي «المشكل» (١ / ١٨٧) ، والبيهقي (٢ / ٢١٨) ، وابن عبد البر في «التمهيد» (٦ / ٢٧٠) ، من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك».
وأخرجه مسلم (١ / ٤٧٧) «كتاب المساجد» باب قضاء الصلاة الفائتة (٣١٦) ، وأحمد (٣ / ٣٦٩) ، وأبو نعيم (٩ / ٥٢) ، بلفظ : «إذا رقد أحدكم عن الصلاة أو غفل عنها فليصلها إذا ذكرها فإن الله تعالى يقول : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي).
(١) ينظر «أحكام القرآن» لابن العربي (٣ / ١٢٥٨)
(٢) ينظر الحديث السابق.
(٣) ينظر : «المحرر الوجيز» (٤ / ٣٩) ، «والبحر المحيط» (٦ / ٢١٨) ، و «الدر المصون» (٥ / ١١)
(٤) في ج : لذكر.
(٥) في ج : يوم.