وسبعمائة (١) ، ونقل نعشه إلى النجف الأشرف فدفن في حجرة عن يمين الداخل إلى الحضرة الشريفة من جهة الشمال وقبره ظاهر معروف مزور إلى اليوم (٢).
وصيّته لولده
كتب العلّامة وصيّته لولده في نهاية كتابه الفقهي (قواعد الأحكام) فقال : (اعلم يا بنيّ ـ أعانك الله تعالى على طاعته ، ووفّقك لفعل الخير وملازمته ، وأرشدك إلى ما يحبّه ويرضاه ، وبلّغك ما تأمله من الخير وتتمنّاه ، وأسعدك الله في الدارين وحباك بكلّ ما تقرّ به العين ، ومدّ لك في العمر السعيد والعيش الرغيد ، وختم أعمالك بالصالحات ورزقك أسباب السعادات وأفاض عليك من عظائم البركات ، ووقاك الله كل محذور ودفع عنك الشرور ـ أنّي قد لخّصت لك في هذا الكتاب لبّ فتاوى الأحكام ، وبيّنت لك فيه قواعد شرائع الإسلام بألفاظ مختصرة وعبارة محرّرة ، وأوضحت لك فيه نهج الرشاد وطريق السداد ، وذلك بعد أن بلغت من العمر الخمسين ودخلت في عشر الستين ، وقد حكم سيّد البرايا بأنّها مبدأ اعتراك المنايا.
فإن حكم الله تعالى عليّ فيها بقدره وأنفذ ما حكم به على العباد الحاضر منهم والباد ، فإنّي أوصيك ـ كما افترضه الله تعالى عليّ من الوصيّة وأمرني به حين إدراك المنية ـ بملازمة تقوى الله تعالى ، فإنّها السنّة القائمة والفريضة اللازمة والجنّة الواقية والعدّة الباقية وأنفع ما أعدّه الإنسان ليوم تشخص فيه الأبصار ويعدم عنه الأنصار.
وعليك باتّباع أوامر الله تعالى وفعل ما يرضيه واجتناب ما يكرهه والانزجار عن نواهيه ، وقطّع زمانك في تحصيل الكمالات النفسية ، وصرّف أوقاتك في اقتناء الفضائل العلمية ، والارتقاء عن حضيض النقصان إلى ذروة الكمال ، والارتفاع إلى
__________________
(١) روضات الجنّات ٢ : ٢٨٢. أعيان الشيعة ٥ : ٣٩٦. تاريخ العلماء : ١٥٩ ، مرآة الجنان ٤ : ٢٠٨. الدرر الكامنة : ٧٢. النجوم الزاهرة ٩ : ٢٦٧ وغيرها.
(٢) روضات الجنّات ٢ : ٢٨٢. أعيان الشيعة ٥ : ٣٩٦. تاريخ العلماء : ١٥٩.