وهنا نكون قد وصلنا إلى غايتنا ونقطة إنطلاقنا ..
* فمن هو الذبيح؟ هل هو إسماعيل؟ .. أم إسحاق؟ عليهما الصلاة والسلام.
روى كثير من المفسرين ، منهم ابن جرير الطبرى ، والبغوى ، والسيوطى ، روايات كثيرة عن بعض الصحابة والتابعين وكعب الأحبار .. أن الذبيح هو إسحاق. ولم يقف الأمر عند الموقوف عن بعض الصحابة والتابعين ، بل رفعوا ذلك إلى النبى صلىاللهعليهوسلم.
١ ـ فقد روى ابن جرير ـ بإسناد طويل ـ عن الحسن بن دينار ، عن على بن زيد بن جدعان ، عن الأحنف بن قيس ، عن العباس بن عبد المطلب ، عن النبى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «قال : الذبيح إسحاق».
٢ ـ وأخرج الدّيلمى بسنده عن أبى سعيد الخدرى ، قال : «قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم : إن داود سأل ربّه مسألة ، فقال : اجعلنى مثل إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، فأوحى الله إليه : إنى ابتليت إبراهيم بالنار فصبر ، وابتليت إسحاق بالذّبح فصبر ، وابتليت يعقوب بالعمى فصبر».
٣ ـ وأخرج الدارقطنى والدّيلمىّ ـ فى مسند الفردوس ـ بسندهما ، عن ابن مسعود ، قال : «قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الذبيح إسحاق».
٤ ـ وأخرج الطبرانى فى الأوسط بإسناد ـ عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبى هريرة ـ أن النبى صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الله ـ تعالى ـ خيّرنى بين أن يغفر لنصف أمتى أو شفاعتى ، فاخترت شفاعتى ، ورجوت أن تكون أعم لأمتى ، ولو لا أن سبقنى إليه العبد الصالح لعجّلت دعوتى ، إن الله تعالى ـ لمّا فرّج عن (إسحاق) كرب الذبح ، قيل له يا اسحاق : سل تعطه .. قال : أما والله لأتعجّلنها قبل نزغات الشيطان اللهم من مات لا يشرك بالله شيئا ، قد أحسن فاغفر له».