تمهيد
فى التفسير ومناهجه
قرر العلماء أن دراسة القرآن الكريم وتفسيره ، أشرف عمل يتعاطاه الإنسان ، باعتبار أن هذه الدراسة موضوعها : كلام الله تعالى ، وغرضها : التوصل إلى ما أودعه رب العالمين ، فى قرآنه من معان وحكم .. وقد فسروا لفظ «الحكمة» الوارد فى القرآن ، بأنها «تفسير القرآن» (١).
أخرج ابن أبى حاتم ، وغيره ، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ فى قوله تعالى :
(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)
[البقرة : ٢٦٩]
قال فى تفسير الحكمة : المعرفة بالقرآن ، ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه ، وأمثاله.
وأخرج أيضا عن أبى الدرداء فى قوله تعالى (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ ..) الآية ، قال : قراءة القرآن والفكرة فيه.
* يقول الراغب الأصفهانى فى مقدمه تفسيره :
«أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان تفسير القرآن وتأويله ، وذلك أن الصناعات الحقيقية إنما تشرف بأحد ثلاثة أشياء : إما بشرف موضوعها ،
__________________
(١) السيوطى : الإتقان فى علوم القرآن ج ٢ / ١٧٥