ونروى لك أخبار الأمم السابقة ، بأصدق كلام ، وأحسن بيان (بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ) أى بإيحائنا إليك هذا القرآن المعجز (وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ) أى وإن الحال والشأن .. أنك كنت من قبل أن نوحى إليك هذا القرآن لمن الغافلين عن هذه القصة ، لم تخطر ببالك ، ولم تقرع سمعك ، لأنك أمى لا تقرأ ولا تكتب.
ـ كما قال تعالى : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا ، وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [الشورى : ٥٢]
ـ وكما قال جل جلاله : (كَذلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْناكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً) [طه : ٩٩]
* تشير قصة يوسف ـ عليهالسلام ـ أنه امتحن بمجموعة من المحن :
المحنة الأولى : محنة إلقائه فى غيابة الجبّ. وقد وردت فى قوله تعالى :
(لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ. إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا ، وَنَحْنُ عُصْبَةٌ ، إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ. اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ. قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ : لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ) [يوسف : ٧ ـ ١٠]
بعد أن نبّه الحق تعالى على ما فى هذه القصة من الآيات والحكم ، والدلالات والمواعظ والبينات ، ذكر حسد إخوة يوسف له ، على محبة أبيه له ، ولأخيه (بنيامين) أكثر منهم .. (إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا ..)
هذه هى المحنة الأولى ليوسف ـ عليهالسلام ـ يريدون التخلّص منه ،