ـ كما أشرنا من قبل ـ كتاب مبين ، وقرآن مبين ، وبلسان عربى مبين .. وهل يستغنى عن التفسير كما ذكر بعض العلماء المحدثين؟
إن الذى يبدو ـ لى ـ أن العربى الأصيل ، الذى لم تفسد لغته بعجمة ، ولم تلو لغته برطانة غير عربية ، ويفهم اللغة العربية ويتكلمها سليقة وطبعا ، لا يحتاج إلى تفسير .. إلّا فى الآيات التى تتعلق بالتكليف العملى ، والأحكام العملية ، وما يستنبط من القرآن ، وإنها لتتفاوت فى ذلك تفاوتا كبيرا.
ومهما يكن من أمر ، فإن التفسير علم قديم ، كان أستاذه الأول رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وكان علما يدرس ، أقرّ به الصحابة ، وتدارسوه ، ومارسوه ، وكان على رأسهم حبر الأمة ـ عبد الله بن عباس ـ رضى الله عنهما ـ وابن مسعود ، وأبىّ بن كعب ، وعلى بن أبى طالب ، وغيرهم كثيرون. وظل هذا العلم قائما يتوارث ويتناقل ، منذ عهد الصحابة والتابعين ، تشهد بذلك المصنفات الضخمة ، التى صنّفت فى التفسير ، سواء بالمأثور والرواية ، أو بالمنقول والدراية ، وغير ذلك من التفاسير العقائدية التى حفلت بها مكتبة القرآن ، وهذا ما جعل العلماء يقنّنون لها القوانين ، ويحدّدون لها التعريفات.
والذى لا ريب فيه ، أن لعلم التفسير فوائد جمة ، وغايات جلّى ، إن سلك المفسّر الطريقة المثلى ، وجعل مرامى القرآن هى المقصودة ، ولم يتجه بكتاب الله إلى تحريف المعانى ، والإنحراف عن المقاصد. وهذا ما يدفعنا إلى القول :
إن العملية التفسيرية التوضيحية لا بد أن تشمل أمورا ضرورية ، فى مقدمتها :
١ ـ العمل على ربط معانى القرآن بما ورد فى السنة المطهرة الصحيحة من بيانه.
وفى ذلك استعانة بالمبين للقرآن ، وهو الحديث ، ووضعه فى مواضعه حتى لا تضلّ الأفهام فى فهم معانى الأحكام ، أضف إلى ذلك ـ أن بعض الألفاظ لها أكثر من مدلول ، والسنة النبوية هى التى تحدد المدلول المراد.